الصحافة _ لمياء أكني
اهتزت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية على وقع “حرب الصفقات” التي خلفت أجواء احتقان غير مسبوق بسبب مايقع داخل لجنة انتقاء العروض والبرامج المقترحة على التلفزيون، وذلك بسبب تضرر العديدين من عمل هاته اللجنة التي أصبحت توصف بأوصاف خطيرة جدا في المشهد التلفزيوني المغربي.
آخر فصول هاته الحرب التي تهز الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية هي المواجهة المفتوحة عبر موقع التواصل الإجتماعي “الفيسبوك” بين السيناريست زكريا قاصي لحلو وبين الإعلامية صباح بنداوود عضوة اللجنة، وإحدى أبرز وجوهها.
زكريا قاصي لحلو خرج في فيديو خطير تحدث فيه عن وجود شبهات فساد وتواطؤ مع شركات إنتاجية معينة في عمل اللجنة، وهو ماردت عليه صباح بنداودد بتدوينة فيسبوكية طويلة رغم واجب التحفظ الذي يفرض عليها وهي العضو في اللجنة ألا تتحدث وأن تظل على نفس المسافة من الجميع لكي تدافع عن نفسها في وجه الاتهامات التي وجهها لحلو إلى اللجنة.
وقالت الإعلامية صباح بنداوود: “هو ليس برد على ما ورد في الفيديو الذي نشره أحد الأشخاص الذي لازال مشروعه في خانة المتنافسين ضمن طلبات العروض الخاصة بالقناة الأولى التي تهم رمضان المقبل إن شاء الله… ولكن فقط لتذكيره أن اللجنة التي وصفها بشكل قدحي واستعمل كلمة “خوروطو “في حقها تضم أساتذة جامعيين بمستويات عالية خريجي المدرسة العمومية وتخرج على يدها المآت من الطلبة ولازالوا يشرفون على أبحاث ودراسات تهم مجال اختصاصهم دون نسيان التجربة في مجال السمعي البصري عند البعض”.
وأضافت قائلة: “هؤلاء “الخوروطو” هم الذين منحوك إنجاز مسلسل عز المدينة الذي كان الإرهاب والتطرف وتمويله من أموال تهريب المخدرات ووضعية المرأة ومواضيع أخرى تشكل عصب السيناريو مما يدحض قولك أننا نمنع كتاب السيناريو من تناول مواضيع آنية ولها حساسية خاصة. ألم تكن سعيدا ونحن نناقش معك مراحل انجاز مشروع “عز المدينة” الذي تكلفت بإنجازه شركة أعطاها هؤلاء “الخوروطو” فرصة الانتقال إلى الاشتغال في القناة الأولى على مستوى الدراما ووضعت الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة كل الإمكانيات المادية لإنجاح مشروعك”.
وأوردت الإعلامية صباح بنداوود في معرض ردها على زكريا قاسي لحلو: “هل نسيت أن الباب فتح لك ككاتب سيناريو مع مسلسل “دار الضمانة” مع شركة أخرى وثقت في عملك وتم انجازه… والآن لازلت في ملعب التنافس مع عمل آخر ضمن نفس طلبات العروض لكن في صنف آخر مع شركة أخرى يعني حسابيا ثلاث أعمال مع ثلاث شركات خلال الأربع سنوات الأخيرة”.
وذكرت أنه “بالنسبة لكاتب سيناريو هذا رقم قياسي. لن انجر معك في نقاش آخر تعرف منطلقاته والى أين يريد أن يصل- وأنا استغرب خروجك الغير موفق- “الخوروطو” الذين تحدتث عنهم يخصصون جل وقتهم لقراءة المشاريع المقدمة بنفس الإحساس بالمسؤولية وبمقياس واحد. بضمير نقي ونية خالصة”.
ولكي تهدد في ختام تدوينتها قالت صباح بنداوود بأنها ستكشف أمورا أخطر من خلال قولها بأن وقت الكلام المباح لم يأت بعد، إذ أفادت “فقط نصيحة… الشهادات والديبلومات لاتصنع كاتبا. حتى لو عدت لن أعود… هذا موقف شخصي لي.. لانني عضو في لجنة “الخوروطو” .. أما وقت الكلام المباح فلم يحن بعد. حينها سيكون كلام آخر”.
ويشار إلى أن الصحافي والناقد أحمد الدافري قدم منذ أيام استقالته من هاته اللجنة بعد أن اعتبر بأن وجوده ضمنها لم يعد له أي معنى دون أن يكشف أي شيء من ملابسات مايقع داخل عمل اللجن.
ويذكر أيضا أن الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية فيصل العرايشي يكتفي بمراقبة الوضع، وبالصراخ على مرؤوسيه داخل الشركة، وفي مقدمتهم إلهام الهراوي رئيسة اللجنة التي أقلقه أنه عهد لها بتدبير هذا الملف الساخن والدسم وتوزيع الصفقات بكل هدوء لكنها على مايبدو لم تنجح كثيرا في هذا المسعى في انتظار بقية التطورات.