الصحافة _ أكرم التاج
اهتز حزب العدالة والتنمية، صباح يوم الإثنين 28 أكتوبر الجاري، على وقع تهديدات بالإستقالات في صفوف كبار قياديي الحزب، إثر سحب الحزب مرشحه لرئاسة مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وقبوله المشاركة في تسيير الجهة التي يرأسها حزب الأصالة والمعاصرة، إذ اندلعت موجة غضب واسعة في صفوف عضوات وأعضاء للحزب، الذين استغربوا أسباب تراجع حزب العدالة والتنمية عن مواقفها من رفض مشاركة الأصالة والمعاصرة في التسيير، خصوصا أن الأمانة العامة للحزب سبق لها أن حلت الحزب في جهة الشرق بسبب تحالفه مع البام الذي رأته “خط أحمر”.
وأشهر عدد من أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إستقالاتهم في وجه الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني، متهمين إياه بالإنقلاب على قرارات الأمانة العامة والمجلس الوطني، والكولسة مع أطراف سياسية أخرى لإشراك الحزب في تسيير مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة دون الرجوع إلى قيادة الحزب.
وتبرأ محمد خيي، نائب الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بطنجة، من قرار تحالف حزبه مع الأصالة والمعاصرة في مجلس الجهة، معتبرا أنه قرار أخرق ولا علم له به.
وعلق خيي على قرار انسحاب البيجيدي لصالح مرشحة البام مريم الحساني التي انتخبت اليوم الاثنين رئيسة للجهة قائلا: “لم تشفع لي صفة نائب الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية جهة طنجة تطوان الحسيمة بالاطلاع مسبقا على قرار التحالف مع البام، فقد عرفت بالأمر من خلال المواقع الالكترونية كباقي الناس”، وأوضح: “صحيح أنني اعتذرت عن حضور آخر اجتماع للكتابة الجهوية يوم 20 اكتوبر بسبب وعكة صحية، لكنني تابعت أهم مخرجات الاجتماع وخصوصا إصدار بلاغ للرأي العام يدين التحكم في الأغلبية ويستهجن إعادة سيناريو 2015، وبعده تم اعلان ترشيح الاخ سعيد خيرون لمنصب رئيس الجهة، بما يعني أنه لا جديد في الأفق”.
وعبّر خيي عن فجأته بقرار سحب الترشيح للرئاسة ومعه المشاركة في مكتب جهة طنجة تطوان الحسيمة والتحالف مع البام في الدقائق الأخيرة من الولاية الانتدابية والحصول على مقعدين في المكتب وتسمية سعيد خيرون ونبيل الشليح نائبين للرئيسة الجديدة للجهة.
وزاد: “في بداية الأمر ظننت أو توهمت أنه ربما فاتني حضور اجتماع استثنائي ومستعجل للكتابة الجهوية التي قد تكون اجتمعت أمس أو هذا الصباح بشكل عاجل واستثنائي بالضرورة لمناقشة العرض السياسي الجديد للبام الذي يقود التفاوض للانتقال إلى الأغلبية وكذلك للمصادقة على هذا التوجه وتفعيل مسطرة انتخاب عضوين للمكتب والتداول في الشخصين المناسبين لهذين المنصبين ولغيرهما من المناصب الأخرى في أجهزة المجلس، لكنني تأكدت للأسف بأنه لم يفتني أي اجتماع لأنه لم يتم الدعوة لانعقاد الكتابة الجهوية وهي بالمناسبة أعلى هيأة تقريرية في الحزب على مستوى الجهة”.
ومن جهته، كتب القيادي عبد الصمد الإدريسي: “في منطق السياسة تغيير الموقف 180 درجة يقتضي نقاشا سياسيا يجيب على سؤال، ما الذي تغير؟.
وأضاف قائلاً: “البام الذي أفسد العملية السياسة منذ 2007 هو نفسه لم يتغير.. فإذا كان اليوم يعيش أزمة انفجار من الداخل، فلا معنى لاعطائه ترياق الحياة..”.
وبدوره قال بلال التليدي القيادي المعروف في صفوف حزب العدالة والتنمية: “انا لا اعلق على حدث سحب مرشح الحزب برئاسة الجهة في طنجة تطوان الحسيمة لفائدة التصويت لمرشحة البام الوحيدة…فقط اسوق هذا الحدث لتأكيد تحليلات السابقة حول انزياحات الحزب عن الخط الإصلاحي…انظروا إليها فهي افضل من اضاعة مداد في تحليل جزئيات تدعم الحكم الكلي..”.
وأورد بلال التليدي بالقول: “اسفي على صديقي سعيد خيرون الذي يقدم كالكاميكاز الانتحاري في النازلة نفسها مرتين…الأولى في شكل ترشيح نضالي.والثانية في شكل سحب تحكمي للترشيح”.
ويشار إلى أنه في خطوة مفاجئة، أعلن سعيد خيرون، مرشح حزب العدالة والتنمية، لرئاسة جهة طنجة تطوان الحسيمة، صباح اليوم الإثنين، خلال جلسة انتخاب الرئيس، عن سحب ترشحه لرئاسة الجهة، ليفسح المجال لمرشحة “البام” للفوز بالمنصب بـ”الإجماع”.
وانتخبت صباح اليوم الإثنين، فاطمة الحساني، المحسوبة على تيار المستقبل، بحزب الأصالة والمعاصرة، رئيسة جديدة لرئاسة جهة طنجة تطوان الحسيمة، لتخلف الرئيس السابق إلياس العماري.
ويأتي انتخاب الحساني، الصحافية السابقة بوكالة المغرب العربي للأنباء، بـ63 صوتا، بعد سحب المرشح الثاني لترشيحه، وهو سعيد خيرون عن حزب العدالة والتنمية.