الصحافة _ لمياء أكني
أخيراً، وبعد صراع تنظيمي وسياسي بلغ ردهات المحاكم، اعترف زعماء تيار “المستقبل” بشرعية وقانونية الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بنشماش، وذلك بعدما وجدوا أنفسهم مطالبين بتزكية مُوقعة من لدن “زعيم البام” لترشيح فاطمة الحساني لخلافة إلياس العماري في منصب رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وهي التي كانت تعمل صحفية بوكالة المغرب العربي للأنباء، وصديقة دراسة الملك محمد السادس بجامعة محمد الخامس بالرباط.
وكشف مصدر مطلع لجريدة “الصحافة” الإلكترونية، أن زعماء تيار “المستقبل” عقدوا سلسلة من اللقاءات بطنجة والرباط لبحث السبل القانونية لترشيح فاطمة الحساني لتولي منصب رئاسة مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة دون الحصول على تزكية مُوقعة من طرف الأمين العام حكيم بنشماش، قبل أن يجدوا أنفسهم مضطرين لطرق أبوابه ومجالسته في لقاءات عدٌة حضرها بعض معارضيه لتمكينهم من وثيقة تزكية الحساني لذات المنصب.
وذكر المصدر ذاته، أن اللقاءات التي جمعه حكيم بنشماش بمعارضيه خلال الأيام الماضية، تمحورت جلها حول قرار تزكية فاطمة الحساني، والتداول في “نداء المصالحة” الجديد الذي أطلقه “زعيم البام”، وذلك بعدما اهتز “تيار المستقبل” على وقع استقالات وانسحابات في صفوف أعضائه ومن بينهم من يتحمل مناصب مسؤولية ضمن “تحضيرية كودار”، إذ أعلنوا عن عودته إلى أحضان حزب الأصالة والمعاصرة، أي إلتحاقهم بتيار “الشرعية” الذي يتزعمه الأمين العام للحزب حكيم بنشماش، وإندلاع حرب صامتة بين “المتمردين”، والتي تتمحور أساسا حول التمويلات المالية.
وحسب نفس المصدر، فإن حكيم بنشماش وجد في ترشيح فاطمة الحساني لخلافة إلياس العماري في منصب رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، فرصة سانحة لخطو خطوة مهمة في طريق رأب الصدع داخل بيت حزب الأصالة والمعاصرة، حيث رفض الرضوخ لضغوطات العربي المحرشي وبعض أعضاء المكتب السياسي المحسوبين على “تيار الشرعية” الذين اقترحوا ترشيح توفيق الميموني، النائب البرلماني عن دائرة شفشاون، أو أحمد التوهامي، الخبير الملحق بالفريق النيابي للحزب، معلنا تمسكه بتزكية افطم الحساني، ودافع عن اسمها، معتبرا أن مسألة ترشيحها ستكون بإسم الحزب، ولن تحسب لفريق دون آخر داخل “البام”.
ويعتبر حكيم بنشماش أن تزكية فاطمة الحساني مدخلا للحوار الداخلي الذي يريد إطلاقه داخل الحزب في خطوة لتجنب مزيد من الإنهيار، خصوصا في ظل الإستقالات التي هزت تيار معارضيه مؤخرا والذي أضحى يعيش انقساما واضحا وصراعا كبيرا بين كبار قيادييه، والذي بدأت تخرج تداعياته للعلن، خصوصا مع تدوال أخبار شروعهم في تأسيس حزب منشق عن الأصالة والمعاصرة يحمل إسم حزب “نداء المستقبل”.