الصحافة _ أكرم التاج
كشف نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب الاقدم والإشتراكية، تعرض الأحزاب السياسية لحرب غير معلنة في المغرب، معتبرا أن تبخيس دورها ليس من صالح المغرب المعاصر، لأن من مظاهر الدولة العصرية القوية وجود أحزاب قوية.
وأفاد نبيل بنعبد الله، مساء يوم السبت المنصرم، في نشاط لحزبه في الدار البيضاء، إن من مظاهر الدولة الديمقراطية الحديثة وجود أحزاب قوية، لكن الإعلام العمومي ينسب كل ما هو إيجابي للمؤسسة الملكية، في مقابل نسب كل ما هو سلبي للأحزاب.
وقرر حزب التقدم والاشتراكية، في وقت سابق من الشهر الجاري، الخروج من الحكومة والجلوس على مقاعد المعارضة بعد مشاركته بكل الحكومات التي شكلت منذ 1998، وهو ما أفقد الحكومة الحالية حزباً ديمقراطياً تميز باستقلالية قراره ومشاركته المتميزة، رغم إضعاف وجوده في البرلمان.
وأكد أن فئات اجتماعية مغربية كثيرة تعاني التهميش وتعيش نوعاً من الحيرة، وآن الآوان لمراجعة ما يحدث حتى نعطي «معنى» للنفس الديمقراطي الجديد، وحتى يتنفس المغاربة ويشعروا أنهم يعيشون بكرامة، وأن هناك شفافية ومحاربة حقيقية للريع والرشوة والفساد، وأن المغرب مستمر في مسيرة البناء.
وأوضح بنعبد الله أن دفاعه عن الأحزاب لا يعني أنها بريئة لأنها تتحمل جزءاً من المسؤولية فيما وصل له الفعل السياسي بالمغرب، وفي ابتعاد وعزوف المواطنين عنها، لهذا وجب إعادة الاعتبار والمعنى للسياسة وعن طريق دمقرطتها حتى نعيد للمواطنين الثقة التي يحتاجونها.
وأكد زعيم حزب التقدم والاشتراكية أن نبرة المعارضة التي يتكلم بها اليوم ليست وليدة اللحظة، أو مرتبطة بخروجه من الحكومة، وإنما تكلم بها وهو ناطق رسمي باسم الحكومة في حكومة (إدريس) جطو 2002-2007)، وفي حكومة (عبد الإله) بن كيران 2011-2017، لأن حزبه عندما يعقد تحالفاً فهو يعقده بوفاء ولا يطعن في الدهر، مؤكداً أن خروجه من حكومة سعد العثماني، قبل أسابيع، ليس اعتباطياً وإنما جاء بعدما فشلت كل تنبيهات حزبه وشعر أن مواقفه لا تؤخذ بعين الاعتبار، في مواضيع حالة القلق التي يمر منها البلد، وابتعاد أحزاب الحكومة عن مشاكل الناس مما ساهم في ظهور وسطاء جدد غير مرئيين من الممكن أن يقودوا حركات اجتماعية كما حدث في قضية المقاطعة (مقاطعة لمنتوجات عدد من الشركات).
وقال إن الحكومة الجديدة من دون رؤية ومن دون نفس، وتضم أحزاباً متصارعة وتشتغل بمنطق حسابي من أجل تشريعيات2021، بدليل أنها لم تقدم أي تصريح يوضح توجهاتها رغم أن نصف ولايتها ضاع في البلوكاج والنصف الثاني في التطاحنات بمراقبة أعضائها لبعضهم البعض.
وإن الحرب بين مكونات الأغلبية الحكومية كانت من أهم الأسباب التي دفعته للخروج من الحكومة، وهذا «يساهم في تبخيس السياسة»، فيما يتعين على الحكومة «أن يكون لها نَفَس سياسي، وأن تقول هكذا سنسير القطاعات، ونترجاكم بأن تعطوا المعنى للسياسة».