الصحافة _ كندا
أكدت المجلة الاقتصادية التونسية ليكونوميست ماغربان أن المغرب نجح، خلال العشرين سنة الأخيرة، في تشييد واحدة من أكثر منظومات البنيات التحتية تكاملا وتطورا على مستوى القارة الإفريقية، مستندا إلى رؤية استراتيجية طويلة المدى واستثمارات متواصلة.
وأبرزت المجلة، في مقال تحليلي حول دور البنيات التحتية في تنمية إفريقيا، أن المملكة راكمت إنجازات نوعية شملت إطلاق خطوط سكك حديدية فائقة السرعة، وتطوير موانئ ذات إشعاع عالمي في مقدمتها ميناء طنجة المتوسط، إضافة إلى تحديث شامل للشبكة الطرقية وإحداث مناطق صناعية مندمجة قادرة على استقطاب الاستثمارات الكبرى.
وسجل المصدر ذاته أن النموذج المغربي لا يقتصر على البنيات المادية فقط، بل يمتد إلى سياسة طاقية طموحة تقوم على الطاقات المتجددة، إلى جانب تسريع رقمنة الخدمات العمومية، ما أفرز منظومة متناسقة عززت الجاذبية الاقتصادية ورفعت من تنافسية البلاد إقليميا وقاريا.
واعتبرت المجلة أن تنظيم المغرب لكأس أمم إفريقيا، واستعداده لاحتضان كأس العالم 2030، شكلا مناسبة ملموسة للوقوف على حجم التقدم المحقق على مستوى البنيات التحتية، مؤكدة أن هذه الأوراش الكبرى لم تكن ظرفية، بل ثمرة تراكم استراتيجي اختارته المملكة منذ سنوات.
وانطلقت المجلة التونسية في تحليلها لوضع البنيات التحتية في إفريقيا من التجربة المغربية، باعتبارها نموذجا رائدا وقاطرة قارية في هذا المجال، مبرزة أن القارة تعرف تباينا واضحا بين دول اعتمدت استراتيجيات مندمجة بعيدة المدى، وأخرى تسير بوتيرة متسارعة، مقابل بلدان ما تزال تتحرك بخطى بطيئة ومتقطعة.
وختمت المجلة بأن البنيات التحتية باتت اليوم أحد المفاتيح الأساسية للتنمية والتنافسية في إفريقيا، مشيرة إلى أن التجربة المغربية تقدم نموذجا عمليا لكيفية تحويل الرؤية الاستراتيجية إلى واقع اقتصادي وتنموي ملموس.
