من الرباط انطلقت الحكاية.. إفريقيا تتوحد في افتتاح أسطوري لكأس أمم إفريقيا 2025

22 ديسمبر 2025
من الرباط انطلقت الحكاية.. إفريقيا تتوحد في افتتاح أسطوري لكأس أمم إفريقيا 2025

الصحافة _ كندا

تحولت الرباط، مع انطلاق النسخة الخامسة والثلاثين من كأس أمم إفريقيا، إلى قلب نابض لكرة القدم الإفريقية، بعدما احتضن ملعب الأمير مولاي عبد الله، في حلته الجديدة، حفلاً افتتاحياً استثنائياً جمع بين الرياضة والثقافة في مشهد بصري وإنساني لافت. كان الافتتاح لحظة إفريقية جامعة، تجاوزت منطق المنافسة الرياضية لتلامس عمق الهوية المشتركة للقارة.

وقبل انطلاق أول مباراة في نسخة وُصفت بـ«نسخة الأرقام القياسية»، بدا واضحاً أن المغرب حسم رهان التنظيم والرمزية معاً، مقدماً عرضاً افتتاحياً احتفى بالوحدة الإفريقية وبغنى التنوع الثقافي، ومستلهماً من تاريخه العريق وموقعه الطبيعي كجسر بين شمال القارة وعمقها جنوباً.

استُهل الحفل بعدٍّ تنازلي بالأبيض والأسود، قبل أن تنفتح اللوحة على قصيدة بصرية قادتها شخصية رمزية أُطلق عليها اسم “سراج الضياء”، حارس التقاليد ودليل الذاكرة. في رحلته عبر المدن الست المستضيفة، كان الفانوس الذي يحمله يرسم مضلعات سداسية مضيئة، تربط الصحراء بالساحل، والجبل بالسهل، في صورة تختزل وحدة الجغرافيا وتكاملها.

ومع إضاءة الملعب، تحولت مدرجاته وأرضيته إلى لوحة حية، تمازجت فيها أمواج الضوء مع إيقاعات الطبول الإفريقية وكوريغرافيا دقيقة، عكست مغرباً متحركاً وإفريقيا موحدة. وقبل ساعات من صافرة البداية، امتلأت المدرجات عن آخرها، واختلطت ألوان أعلام الدول المشاركة، في مشهد جسّد شغف القارة باللعبة وحلمها المشترك.

حفل الافتتاح روى، بلغة الفن، قصة مغرب متعدد الجذور، متشبث بعمقه الإفريقي. من الإيقاعات الكناوية إلى النغمات الأمازيغية والصحراوية، تنقل العرض بين عصور ومناطق المملكة، مقدماً رحلة موسيقية جسدت تراكماً حضارياً منفتحاً على المستقبل. كل لوحة احتفت بخصوصية مغربية، لكنها في الآن ذاته وسّعت الدائرة لتشمل تنوع القارة وغناها الثقافي.

الموسيقى حملت رسالة واضحة عنوانها الوحدة. النشيد الرسمي لكأس أمم إفريقيا 2025 دوّى في أرجاء الملعب كأنشودة أخوة، وتفاعل معه الجمهور في المدرجات، حيث ارتفعت الأعلام معاً، ليغدو الملعب فسيفساء نابضة بالحياة، تختصر إفريقيا في لحظة واحدة.

وفي قلب هذا المشهد الاحتفالي، ظلت كرة القدم الخيط الناظم لكل التفاصيل. تكريم المنتخبات الـ24 المشاركة جاء كتذكير رمزي بأن البطولة حكاية شعوب قبل أن تكون صراع نتائج، وأنها امتداد لشغف جماعي يتجاوز الحدود. الصور التي مزجت بين أمجاد الماضي وتطلعات المستقبل زادت من حماس الجماهير، وأعلنت عن بطولة وُلدت تحت شعار الإثارة والاحتفاء.

اختيار الرباط مسرحاً لهذا الحدث لم يكن اعتباطياً. فالمدينة، بما تمثله من إشعاع ثقافي وتاريخي، وفّرت إطاراً يليق بحجم التظاهرة، فيما أكد ملعب الأمير مولاي عبد الله، بتجهيزاته الحديثة وجماليته المعمارية، قدرة المغرب على تنظيم أكبر المواعيد الرياضية الدولية.

لم يكن حفل الافتتاح مجرد استهلال للبطولة، بل إعلان رؤية واضحة. في دقائق معدودة، رسم المغرب ملامح كأس إفريقية بطموح كبير وروح إفريقية جامعة. ومع انطلاق المباراة الافتتاحية، ترسخت قناعة راسخة: إفريقيا عاشت لحظة فارقة، وكأس أمم إفريقيا 2025 وجدت مكانها في الذاكرة الجماعية منذ لحظتها الأولى.

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق