ميناء الداخلة الأطلسي يثير قلقاً إسبانياً متزايداً ويُعادِل معادلات النفوذ في الأطلسي

20 ديسمبر 2025
ميناء الداخلة الأطلسي يثير قلقاً إسبانياً متزايداً ويُعادِل معادلات النفوذ في الأطلسي

الصحافة _ كندا

كشفت وسائل إعلام إسبانية عن تنامي مخاوف داخل بعض الأوساط السياسية والإعلامية بإسبانيا من مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يُنظر إليه باعتباره تهديداً استراتيجياً محتملاً لمصالح جزر الكناري ولمكانة إسبانيا في منطقة وسط المحيط الأطلسي، بالنظر إلى موقعه الجغرافي القريب من الأرخبيل وطموحه للتحول إلى منصة لوجستية وتجارية كبرى على الواجهة الأطلسية.

وأوضح تقرير نشره موقع El Periodico أن المشروع يندرج ضمن رؤية مغربية بعيدة المدى لتعزيز الحضور البحري والاقتصادي في الفضاء الأطلسي، معتبراً أن وتيرة الإنجاز والتصور الشمولي للميناء يثيران قلقاً متزايداً بإسبانيا بشأن انعكاساته المحتملة على جزر الكناري، خاصة في ظل التحولات التي تشهدها طرق الملاحة والتجارة الدولية.

وأشار التقرير إلى أن مدينة الداخلة تقع على بعد يقارب 475 كيلومتراً من جزيرة غران كناريا، مبرزاً أن نسبة إنجاز الميناء بلغت حوالي 40 في المائة، مع توقع استكماله في أفق 2028-2029. وأضاف أن المشروع لا يُنظر إليه كميناء تقليدي، بل كمنصة متكاملة تجمع بين الوظائف اللوجستية والصناعية والطاقية، وتهدف إلى دعم التجارة الأطلسية، وتطوير أنشطة الصيد البحري والفلاحة، وتعزيز الربط بين شمال وغرب إفريقيا، والانفتاح على أسواق القارة الأمريكية.

وسجل المصدر ذاته أن ميناء الداخلة الأطلسي يندرج في إطار “المبادرة الأطلسية” المغربية، التي تروم تعزيز التعاون جنوب–جنوب وتطوير البنيات التحتية البحرية، مبرزاً أن المشروع سيحيط به نسيج من المناطق الصناعية والبنيات الطرقية ومشاريع الطاقات المتجددة، إلى جانب تحرك دبلوماسي واقتصادي مكثف لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية.

وأضاف التقرير أن بعض الأوساط الإسبانية تخشى أن يؤدي هذا التوجه إلى إعادة تشكيل موازين المنافسة بين موانئ المنطقة، مع احتمال منافسة مباشرة لموانئ جزر الكناري، وانعكاس ذلك على قطاعات حيوية بالنسبة للأرخبيل، من قبيل الخدمات اللوجستية والنقل البحري والصيد.

وتطرق التقرير كذلك إلى البعد السياسي للمشروع، معتبراً أن تطوير البنيات التحتية بالداخلة يُقرأ في سياق أوسع يرتبط بترسيم الحدود البحرية وتوازنات النفوذ في الأطلسي، مع انتقادات داخلية للموقف الرسمي الإسباني الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، وللدينامية المتنامية في العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد.

وخلص التقرير إلى أن ميناء الداخلة الأطلسي بات يحظى باهتمام وقلق متزايدين داخل إسبانيا، ليس فقط كمشروع اقتصادي ضخم، بل كعامل مؤثر في التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها الفضاء الأطلسي، في وقت تواصل فيه المملكة المغربية تنفيذ استراتيجيتها البحرية والتنموية وفق رؤية شاملة لتعزيز موقعها الإقليمي والدولي.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق