“فضيحة الريادة”.. مدارس العاصمة في ذيل الترتيب وتقرير صادم يضع الوزير برادة في مرمى النار

6 ديسمبر 2025
“فضيحة الريادة”.. مدارس العاصمة في ذيل الترتيب وتقرير صادم يضع الوزير برادة في مرمى النار

الصحافة _ كندا

تعيش الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط–سلا–القنيطرة على وقع صدمة غير مسبوقة، بعد صدور تقرير رسمي صادم وضع خمساً من مديرياتها الإقليمية في ذيل ترتيب منظومة “المدارس الرائدة”، رغم أن هذه الأكاديمية توجد على مرمى خطوات من المركز الإداري للوزارة ولا تعاني مؤسساتها من الظروف القاسية التي تواجهها المدارس في العالم القروي والجبال.

الصدمة الكبرى جاءت من مديرية سيدي سليمان التي حلت أخيرة وطنياً للمرة الثانية على التوالي، مسجلة مستوى أداء لم يتجاوز 19% فقط في الرائز القبلي والبعدي لتلاميذ المؤسسات الرائدة، وهو أضعف مؤشر يسجل على الصعيد الوطني.

ولم تكن هذه المديرية وحدها؛ فمديريات الصخيرات تمارة، الخميسات، القنيطرة، وسيدي قاسم جاءت هي الأخرى في ذيل الترتيب، في ضربة موجعة لصورة الأكاديمية ككل.

هذا الانهيار التعليمي، الذي فجّر غضب آباء وأمهات التلاميذ، يطرح أسئلة عميقة حول طريقة تدبير الأكاديمية، خصوصاً بعد التعيينات الأخيرة التي طغى عليها منطق الانتماء الحزبي بدل الكفاءة والاستحقاق، حسب مصادر ما أوردته مصادر نقابية لجريدة “الصحافة” الإلكترونية.

التقرير، المنجز من داخل مصالح وزارة التربية الوطنية، لم يترك مجالاً للتأويل، إذ فضح تدني المستوى التعليمي داخل مؤسسات يفترض أنها “رائدة”، بينما البرامج البيداغوجية المقدمة فيها اعتبرها متخصصون أقل من المستوى الفعلي للتلاميذ، بل إن نصوصاً تعليمية مثل نص التربية الفنية الشهير (حمل سيفه وبدأ الطاق ترطلاق قاف قرقلاف وازداف ازدردلاف…) تحولت إلى نكتة مبكية داخل الوسط التربوي وقادت إلى مساءلة برلمانية.

هذه النتائج الكارثية تنسف الخطاب المتكرر لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة محمد سعد برادة، الذي لا يتوقف عن الترويج لمشروع “الريادة” واعتباره تحولاً نوعياً في المنظومة، بينما تكشف الأرقام أن المدارس “الرائدة” في العاصمة الإدارية للمملكة تقبع في المؤخرة.

ويقول نقابيون إن المشروع، الذي ورثه الوزير الحالي عن سلفه شكيب بنموسى وتبناه كما هو، “يطبَّق دون رؤية واضحة، ودون تمكين المدرسين من تكوينات جادة، ودون توفير شروط النجاح الحقيقية”، معتبرين أن الوزير، القادم من عالم الشركات والتجارة، “لا يفقه من التربية والتعليم إلا الشعارات”.

كما يتخوف آباء وأولياء الأمور من تعميم المشروع في ظل هذه النتائج، معتبرين أن ما يجري “تجريب على حساب مستقبل التلاميذ”، لا سيما أن التجربة “لم تُبنَ على أسس علمية ولا على تقييمات بيداغوجية فعلية”.

التقرير الداخلي، الذي وصفه خبراء بـ“ناقوس خطر مدوٍّ”، يضع الوزير برادة أمام مسؤولية سياسية مباشرة، ويدفع إلى إعادة النظر جذرياً في مشروع “الريادة” الذي بدأ يشبه، حسب وصف العديد من الفاعلين:“جعجعة بلا طحين”.

وفي انتظار توضيحات رسمية من الوزارة، يبقى السؤال الأبرز مطروحاً بإلحاح: هل يعترف الوزير بفشل مشروعه، أم يواصل تسويق الوهم بينما تتراجع مؤشرات التعليم في قلب العاصمة؟

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق