الصحافة _ كندا
يستعد المغرب لدخول مرحلة جديدة في تطوير بنياته المينائية مع اقتراب تشغيل ميناء “الناظور غرب المتوسط” نهاية العام المقبل، في مشروع يعتبره الخبراء ثاني أكبر ورش استراتيجي بعد “طنجة المتوسط”، وركيزة أساسية لتعزيز حضور المملكة في شبكة التجارة البحرية بالمتوسط.
وبحسب محمد جمال بنجلون، المدير العام لشركة “الناظور غرب المتوسط”، بلغت الاستثمارات العمومية في المشروع حوالي 40 مليار درهم، فيما يُرتقب أن يجذب الميناء استثمارات خاصة بالقيمة نفسها، ما يرفع حجم التمويل الإجمالي إلى حوالي 80 مليار درهم. وسيتيح الميناء الجديد طاقة استيعابية تصل إلى 5.5 مليون حاوية، إلى جانب قدرة كبيرة على تخزين الهيدروكربونات تناهز 25 مليون طن، وهي الأعلى على الصعيد الوطني.
ويضم المشروع أول محطة في المغرب لاستقبال الغاز الطبيعي المسال بسعة 175 ألف متر مكعب، ينتظر تشغيلها خلال النصف الأول من عام 2027، في إطار التوجه نحو تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الأمن الطاقي.
ويمثل هذا الورش جزءاً من استراتيجية المملكة لتنمية جهة الشرق وجذب استثمارات صناعية ولوجستية كبرى، إذ يرتبط الميناء بمنطقة اقتصادية واسعة ستحتضن وحدات صناعية ومراكز تخزين وتوزيع. ويحظى المشروع بتمويل مشترك يجمع الدولة ومؤسسات مالية محلية ودولية، إضافة إلى السندات المحلية، بينما ستتولى شركة “مرسى المغرب” بالشراكة مع “MSC” تشغيل محطة الحاويات على مساحة 60 هكتاراً.
وفي موازاة هذا المشروع الضخم، يواصل المغرب إنجاز ميناء الداخلة الأطلسي بميزانية تفوق 1.4 مليار دولار، والذي يرتقب افتتاحه سنة 2028، ليمثل منصة محورية للتكامل الاقتصادي مع إفريقيا وتعزيز الربط البحري مع دول الساحل.
وبإطلاق هذين المشروعين، يرسخ المغرب موقعه كأحد أهم الأقطاب اللوجستية والبحرية في محيطه الإقليمي، ويعزز قدرته على جذب الاستثمارات والتنافس في سلاسل الإنتاج العالمية.














