أزمة “الگريمة” تنفجر.. قطاع الطاكسيات يقترب من الانهيار والتطبيقات تكتسح السوق

23 نوفمبر 2025
أزمة “الگريمة” تنفجر.. قطاع الطاكسيات يقترب من الانهيار والتطبيقات تكتسح السوق

الصحافة _ كندا

يشهد قطاع سيارات الأجرة في المغرب منعطفاً حاسماً وسط مؤشرات مقلقة تنذر بانهيار منظومة ظلت لعقود دون إصلاح.

فبحسب معطيات ميدانية وشهادات مهنية، وصل القطاع اليوم إلى مرحلة “حافة الإفلاس”، نتيجة تراكمات طويلة في نظام اشتغال يقوم على “الكريمة” و“الروسيطا”، اللذين أصبحا عبئاً ثقيلاً على السائقين ومصدراً لركود الخدمات.

ويؤكد مهنيون أن نموذج الامتيازات الفردية لم يعد قادراً على مواكبة تحولات السوق، إذ يجد السائق نفسه مطالباً يومياً بأداء ما بين 250 و400 درهماً لصاحب الرخصة، قبل تغطية تكاليف الوقود والصيانة،

وفي ظل غياب مظلة حماية اجتماعية تشمل التأمين الصحي والتقاعد. وفي المقابل، تتقدم الدولة بخطوات نحو تعميم الحماية الاجتماعية، لكن دون معالجة جذرية لوضعية آلاف السائقين العاملين خارج أي إطار حماية.

وفي السنوات الأخيرة، دفعت المنافسة المتزايدة من تطبيقات النقل إلى تسريع أزمة القطاع، إذ وجد العديد من السائقين في هذه التطبيقات بديلاً مرناً يتيح دخلاً مستقراً، وأصبح المواطنون يميلون إليها بفضل جودة الخدمة ووضوح الأسعار ونظافة المركبات. هذا التحول الرقمي كشف هشاشة القطاع التقليدي، وسلط الضوء على غياب رؤية إصلاحية متكاملة للنقل الحضري.

ويرى متابعون أن استمرار العمل بنظام “الكريمة” في سنة 2025 يطرح سؤالاً حول مدى قدرة المغرب على تحديث منظومة النقل، في وقت تعتمد فيه دول عديدة على رخص مهنية شفافة بشروط مضبوطة بدل الامتيازات الفردية.

ويرتبط إصلاح القطاع بإجراءات شاملة تبدأ بإلغاء “الروسيطا”، باعتبارها ممارسة تستنزف دخل السائق وتؤدي إلى رفع أسعار الخدمة، في مقابل مداخيل غير خاضعة للضريبة لدى بعض المستفيدين من الرخص.

وتتعالى الدعوات لوزارة الداخلية ووزارة النقل لفتح ورش إصلاح جذري، يقوم على مراجعة الإطار القانوني للقطاع، وتقنين النقل عبر التطبيقات وإدماجه ضمن المنظومة الرسمية، ووضع قواعد مهنية واضحة تضمن حماية السائق وجودة الخدمة للمواطن. فغياب إصلاح حقيقي قد يؤدي إلى مزيد من التوتر الاجتماعي وانهيار الثقة في خدمة تعتبر أساسية داخل المدن.

ويجد القطاع نفسه اليوم أمام مفترق طرق حاسم: إما الإبقاء على نموذج تقليدي استنفد أغراضه، أو الشروع في إصلاح شامل يواكب التطور التكنولوجي ويحفظ كرامة السائق ويُعيد للمواطن خدمة نقل حضري لائقة.

وبين انتظار القرار السياسي وتزايد ضغط الواقع الميداني، يظل السؤال مطروحاً بقوة: هل يشهد المغرب قريباً نهاية نظام “الكريمة” وبداية مرحلة جديدة في تاريخ النقل الحضري؟

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق