الصحافة _ كندا
في الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، اكتست مدينة العيون حلة من الجمال والفخر الوطني، لتتحول إلى لوحة مضيئة تجمع بين التاريخ والمستقبل، وبين الوفاء للمسيرة الملكية والتنمية الشاملة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة.
المدينة التي كانت منذ نصف قرن مسرحًا لملحمة الوحدة، أضحت اليوم رمزًا لمغرب جديد يُزاوج بين الأصالة والحداثة، ويُترجم على أرض الواقع الرؤية الملكية لجعل الصحراء المغربية نموذجًا في التنمية والازدهار.
فمنذ أيام، تتزين شوارع العيون وساحاتها بالأعلام الوطنية والأضواء البراقة التي تنسج سماءً حمراء وخضراء فوق المدينة، فيما تصدح مكبرات الصوت بالأناشيد الوطنية التي تُعيد إلى الأذهان روح نوفمبر 1975.
وتزدان الواجهات بصور الملك محمد السادس، الذي جعل من الأقاليم الجنوبية قاطرة للتنمية المتكاملة منذ إطلاق النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية سنة 2015، والذي غيّر وجه الصحراء المغربية اقتصادياً واجتماعياً وعمرانياً.
هذا العام، تضاعف الاحتفال بهجة وفخرًا، بعد أن رسّخ القرار الأممي رقم 2797 الصادر عن مجلس الأمن في 31 أكتوبر 2025 مغربية الصحراء، معترفًا بالحكم الذاتي كحلّ وحيد وواقعي للنزاع المفتعل، وهو ما جعل أجواء العيون أقرب إلى احتفال وطني شامل بانتصار دبلوماسي وتاريخي طال انتظاره.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح رئيس مكتب الإنارة العمومية بجماعة العيون، إبراهيم لفديلي، أن الجماعة أطلقت عملية واسعة لتزيين المدينة باستخدام تجهيزات ضوئية من الجيل الجديد تجمع بين الحداثة والإلهام المغربي الأصيل.
وأضاف أن المشروع شمل تركيب أكثر من 170 آلية ديكور و29 بنية ضوئية فنية مستوحاة من الزخارف المغربية التقليدية، إلى جانب أقواس مضيئة وأضواء موجهة لأشجار النخيل والمساحات الخضراء.
أما المجتمع المدني، فكان حاضراً بدوره في هذه الأجواء الاحتفالية. وقال محمد سالم لكحل، الكاتب العام لجمعية “النجاح للتنمية الاجتماعية”، إن “العيون تحولت إلى مدينة للأنوار، في لحظة رمزية تختزل خمسين سنة من الكفاح والإنجاز، وتتزامن مع الاعتراف الدولي بعدالة قضيتنا الوطنية”.
إلى جانب الزينة والاحتفالات، تشهد المدينة دينامية عمرانية غير مسبوقة. فالمشاريع المهيكلة تتواصل بوتيرة متسارعة، من تجديد قصر المؤتمرات إلى فتح أوراش جديدة في البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية، ما يجعل العيون اليوم عاصمة نموذجية للتنمية في الصحراء المغربية.
وهكذا، في يوبيلها الذهبي، لا تحتفل العيون فقط بمسيرة خضراء حررت الأرض، بل بمسيرة تنموية يقودها الملك محمد السادس لتحرير الإنسان، وجعل الصحراء المغربية منارة السيادة والوحدة الوطنية.














