الجزائر تصنع انتصارات وهمية بعد هزيمتها في مجلس الأمن والمغرب يواصل فرض واقعه الدبلوماسي

4 نوفمبر 2025
الجزائر تصنع انتصارات وهمية بعد هزيمتها في مجلس الأمن والمغرب يواصل فرض واقعه الدبلوماسي

الصحافة _ كندا

بعد اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار 2797 الذي كرّس مقترح الحكم الذاتي المغربي كحل وحيد وواقعي للنزاع حول الصحراء المغربية، دخل الإعلام الرسمي الجزائري في حملة تعبئة غير مسبوقة، محاولًا تحويل الهزيمة السياسية إلى “انتصار رمزي” يُسوّق للرأي العام الداخلي.

فقد سارعت وكالة الأنباء الجزائرية يوم 3 نونبر 2025 إلى نشر برقية زعمت فيها أن “الجزائر أحبطت محاولة لتقليص ولاية بعثة المينورسو إلى ثلاثة أشهر فقط”، معتبرة أن “الدبلوماسية الجزائرية تصدت لمحاولات إضفاء الشرعية على مقترح المغرب”.
غير أن هذا الخطاب لا يعكس حقيقة ما جرى في أروقة الأمم المتحدة، حيث حظي المقترح المغربي بتأييد 11 صوتًا من أصل 15 دون أي اعتراض من الدول الدائمة العضوية، فيما امتنعت الجزائر عن المشاركة في التصويت، في مشهد عرى عزلتها الدبلوماسية المتزايدة.

تحليل هذا الخطاب يكشف أنه يخدم أهدافًا داخلية بحتة، إذ يندرج ضمن سياسة رسمية تهدف إلى خلق شعور زائف بالإنجاز الوطني للتغطية على أزمة اقتصادية خانقة واحتقان اجتماعي متفاقم داخل البلاد.
ففي ظل ارتفاع الأسعار وتراجع احتياطي العملة وتنامي الحركات الاحتجاجية في ولايات الجنوب والقبائل، يجد النظام الجزائري في “المعارك الخارجية” وسيلة لصرف الأنظار عن الأوضاع الداخلية المهترئة.

التغطية الإعلامية الرسمية الأخيرة تعكس أيضًا هاجس فقدان الدور الإقليمي، فبعد أن أصبحت أغلب القوى الدولية تتبنى المقترح المغربي للحكم الذاتي، باتت الجزائر تسعى لتقديم أي مشهد رمزي على أنه “انتصار دبلوماسي”، في محاولة لتغذية الخطاب القومي واستعادة ثقة الرأي العام المحلي.

لكن الواقع الدولي لا يرحم الدعاية، إذ أصبحت الأغلبية داخل مجلس الأمن تنظر إلى المقترح المغربي باعتباره الحل الوحيد الواقعي، فيما لم تعد الأطروحات الانفصالية تحظى سوى بتأييد محدود. المغرب، من جهته، يواصل صعوده بثقة في الساحة الدولية، معززًا نفوذه الدبلوماسي بقيادة الملك محمد السادس ورؤية متزنة تقوم على التعاون، التنمية والاستقرار الإقليمي.

وهكذا، وبينما يصنع المغرب التاريخ في مجلس الأمن، تكتفي الجزائر بتصنيع “انتصارات إعلامية” للاستهلاك الداخلي، محاولةً إنقاذ صورة نظام فقد البوصلة في الداخل والخارج.
فالفرق اليوم صار واضحًا: المغرب يبني واقعًا جديدًا على الأرض… والجزائر تكتفي برسم أوهامٍ على الورق.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق