الصحافة _ كندا
في مشهد وطني استثنائي، أظهرت المديرية العامة للأمن الوطني مرة أخرى علوَّ كعبها المهني، حين نجحت باقتدار في تأمين احتفالات استقبال المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، عقب تتويجه التاريخي بكأس العالم في الشيلي، مساء الأربعاء 22 أكتوبر 2025، بالعاصمة الرباط.
الاحتفالات التي غصّت بها شوارع الرباط، خصوصًا باب السفراء وشارع محمد الخامس، تحوّلت إلى تظاهرة جماهيرية كبرى جمعت آلاف المغاربة، الذين خرجوا للاحتفاء بأبطال الوطن، في أجواء مفعمة بالفخر والفرح. ومع ذلك الزخم الشعبي، استطاعت الأجهزة الأمنية أن تقدم نموذجًا مبهراً في التنظيم واليقظة الميدانية.
فمنذ الساعات الأولى، جرى نشر الفرق الأمنية وفق خطة دقيقة ومحكمة، شملت وحدات المرور، والتدخل السريع، وشرطة النظام، وفرق التدخل الميداني، إلى جانب الاعتماد على وسائل المراقبة التقنية الحديثة لضمان انسيابية الحركة ومنع أي حالات تدافع أو ازدحام خطير.
وحرصت عناصر الأمن على تأمين المسار الكامل لحافلة المنتخب، من لحظة انطلاقها إلى أن وصلت إلى محيط القصر الملكي، حيث حظي الأبطال باستقبال رسمي من طرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وسط تصفيقات الجماهير التي تابعت مرور الحافلة في أجواء آمنة ومنظمة.
وأجمع المواطنون الذين تابعوا الاحتفالات على الإشادة بـالاحترافية العالية والحس الوطني الذي طبع أداء نساء ورجال الأمن الوطني، مؤكدين أن هذا النجاح الأمني يكرّس صورة مؤسسة الأمن كمرفق حديث وفعّال، قادر على تدبير التظاهرات الوطنية الكبرى بنفس روح المسؤولية والاحتراف.
لقد أثبتت المديرية العامة للأمن الوطني أن الأمن في المغرب ليس فقط حماية، بل هو أيضاً احتفاء منظم بالوطن، وأن الانضباط المهني يمكن أن يسير جنباً إلى جنب مع الفرح الشعبي، ليعكس في النهاية وجه المغرب الحديث: دولة الأمن، والثقة، والاحتفال المتحضر.