كواليس غليان داخل الأغلبية.. برلمانيون يتمردون على وزراء “التعالي والتهميش”!

15 أكتوبر 2025
كواليس غليان داخل الأغلبية.. برلمانيون يتمردون على وزراء “التعالي والتهميش”!

الصحافة _ كندا

مباشرة بعد الخطاب الملكي في افتتاح الدورة التشريعية يوم الجمعة 10 أكتوبر، والذي وجّه فيه الملك رسالة قوية إلى ممثلي الأمة بضرورة الارتقاء إلى مستوى المسؤولية في التشريع والمراقبة وتقييم السياسات العمومية، عمّ ارتباك واضح داخل الأغلبية الحكومية، التي سارعت إلى عقد اجتماعات طارئة مغلقة على مستوى قياداتها البرلمانية والحزبية.

فقد اجتمع قادة الأحزاب الثلاثة المكونة للأغلبية – عزيز أخنوش، فاطمة الزهراء المنصوري، ونزار بركة – في لقاءات متزامنة مع فرقهم البرلمانية، حيث وجّهوا أوامر صارمة إلى النواب بضرورة “التحرك الميداني” والدفاع بقوة عن حصيلة الحكومة، معتبرين أن هذه الحصيلة “هي حصيلة الأغلبية كلها، حكومةً وبرلمانًا”.

لكن المفاجأة أن هذا التوجيه لم يمرّ بسلاسة. فوفق مصادر مطلعة، قوبلت تعليمات الزعماء الثلاثة بفتور واضح داخل صفوف البرلمانيين، بل وحتى بالاستغراب والامتعاض لدى بعضهم، الذين اعتبروا أن الحكومة لا تتذكرهم إلا عندما تحتاجهم لتلميع صورتها أو تمرير قوانينها، بينما تعاملهم في الواقع كمجرد “أزرار تصويت” بلا وزن سياسي أو تشاوري.

عدد من النواب عبّروا، في كواليس الاجتماعات، عن غضبهم من “تغوّل الوزراء” الذين يشتغلون بمنطق فوقي، ولا يفتحون أي قنوات تواصل مع ممثلي الأمة، بل يعتبرونهم ملحقين إداريين أكثر منهم شركاء سياسيين. وتداولت مصادر داخل الأغلبية أسماء بعض الوزراء الذين يثيرون سخطاً واسعاً بسبب “تعاليهم” وغياب أي أثر فعلي لهم في الميدان، ومنهم وزراء في قطاعات السياحة، والانتقال الرقمي، وبعض القطاعات الاجتماعية.

الغضب داخل الأغلبية بلغ مستوى جعل بعض البرلمانيين يلمّحون إلى احتمال “التمرد الصامت” خلال مناقشة قانون المالية المقبل، في حال استمر هذا التهميش الممنهج. كما تحدّثت مصادر عن توجه رسمي لإطلاق حملة سياسية داخل الحزبين الرئيسيين في الأغلبية، الهدف منها “تطهير” اللوائح الانتخابية المقبلة من الأسماء الفاسدة أو التي فقدت مصداقيتها أمام الرأي العام، تمهيداً لما يبدو أنه استعداد مبكر للانتخابات القادمة.

في الأثناء، يظهر أن الرسالة الملكية التي دعت إلى “اليقظة والالتزام في الدفاع عن قضايا الوطن والمواطنين” وصلت أولاً إلى من في حاجة ماسة إليها: أغلبية حكومية مأزومة داخلياً، وبرلمانيون يعيشون حالة من التذمر من حكومة لا تشاورهم إلا حين تحتاجهم، في وقت يزداد فيه ضغط الشارع والمساءلة السياسية على كل من يتحدث باسم “الإنجاز”.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق