الصحافة _ كندا
في تدوينة صادمة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الطبية والرأي العام، كشف الطبيب الاختصاصي في أمراض القلب أمين المجهد عن ممارسات خطيرة وصفها بـ“الاحتيال الطبي الممنهج” الذي يستغل فقراء المناطق الجبلية من أجل التلاعب بأموال التأمين الإجباري عن المرض (AMO) تحت غطاء “القوافل الإنسانية”.
وأوضح الطبيب أنه تلقى اتصالاً من أحد معارفه يخبره بزيارة قافلة تابعة لمصحة خاصة إلى دوار جبلي ناءٍ نواحي تالوين، حيث تم “فرز” الساكنة بناءً على توفرهم على بطاقة التأمين، قبل أن يُطلب من والدة المتصل، وهي سيدة سليمة تمارس أعمالاً فلاحية شاقة، التوجّه إلى مصحة بتارودانت لإجراء فحوصات دقيقة على القلب مجاناً.
لكن المفاجأة الكبرى — يضيف الطبيب — كانت حين أُخضعت السيدة لفحص قسطرة الشرايين التاجية (Coronarographie)، وهو فحص تدخلي باهظ لا يُجرى إلا بعد سلسلة طويلة من الفحوصات التشخيصية المتخصصة، مشيراً إلى أن هذا الإجراء قد تصل كلفته إلى 6000 درهم ويستلزم موافقة مسبقة من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
وأفاد المجهد أن نتائج القسطرة كانت “عادية تماماً”، كما هو حال عدد من الحالات الأخرى من القرى المجاورة التي تم نقلها إلى المصحة لإجراء الفحوصات ذاتها دون مبرر طبي واضح، ما يعني — بحسب قوله — أن الأمر يتجاوز العمل الإنساني إلى عمليات نهب ممنهج لموارد التأمين الصحي باستغلال البسطاء.
وأشار الطبيب إلى أن هذه الممارسات تتمّ عبر خطاب مموّه يدّعي “الرحمة والتطبيب المجاني”، في حين يُمارس نوع من الابتزاز المعنوي على المواطنين البسطاء عبر تخويفهم من أمراض خطيرة مزعومة، مما يدفعهم إلى القبول بفحوصات لا يفهمون طبيعتها.
وختم المجهد تدوينته بدعوة الجهات الوصية إلى فتح تحقيق عاجل في هذه الأنشطة التي تمزج بين التجارة والعمل الإنساني، مؤكداً أن “من يسرق من صندوق التضامن الصحي يسرق من جيوب جميع المغاربة”.
