اختفاء “ناصر الجِنّ”.. زلزال صامت يضرب هرم السلطة في الجزائر

1 أكتوبر 2025
اختفاء “ناصر الجِنّ”.. زلزال صامت يضرب هرم السلطة في الجزائر

الصحافة _ كندا

تعيش الجزائر منذ أيام على وقع واحدة من أكثر القضايا إثارة منذ سنوات، بعدما اختفى الجنرال السابق عبد القادر حداد، المعروف بلقب “ناصر الجِنّ”، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الداخلية (DGSI)، في ظروف غامضة، ما فتح الباب أمام دوامة من الشائعات والتأويلات داخل الشارع الجزائري وخارجه.

صحيفة لوموند الفرنسية كشفت في تحقيق مطوّل أن الرجل، الذي كان يخضع للإقامة الجبرية منذ إقالته في ماي الماضي، تمكن من الإفلات من المراقبة وسط ملابسات غامضة، في حين تضاربت التسريبات بين اعتقاله سرًا بعد مفاوضات مع السلطة، أو نجاحه في الهروب نحو إسبانيا عبر البحر، استنادًا إلى تقارير نشرتها El Confidencial الإسبانية.

القضية أخذت بعدًا سياسيًا وأمنيًا خطيرًا، إذ إن اختفاء شخصية أمنية بهذا الوزن – سبق أن أشرفت على ملفات الإرهاب والتوازنات الداخلية – يعكس هشاشة التماسك داخل النظام الجزائري. مراقبون رأوا في الحادثة صورة مكثفة للصراع المحتدم بين جناح رئاسي يسعى إلى إحكام السيطرة، ودوائر عسكرية وأمنية فقدت نفوذها لكنها لم تتخل عن طموحاتها.

اللافت أن العاصمة الجزائرية شهدت يومي 18 و19 شتنبر استنفارًا أمنيًا غير مسبوق، حولها إلى ثكنة عسكرية مغلقة، في مشهد ذكّر الجزائريين بسنوات الحرب الأهلية في التسعينيات. ورغم ذلك، اختار الإعلام الرسمي الصمت، فيما فضّل الرئيس عبد المجيد تبون الصمت هو الآخر، مكتفيًا بالظهور في أنشطة بروتوكولية سابقة، وهو ما زاد من حدة التساؤلات حول موقعه وسط هذه المعادلة المتوترة.

المراقبون يعتقدون أن هذه القضية قد تتحول إلى منعطف في معادلة الحكم بالجزائر: فإما أن يعزز النظام قبضته الأمنية عبر تصفية الحسابات داخل أجنحته، أو أن يجد نفسه مضطرًا لفتح الباب أمام إصلاحات سياسية عميقة طال انتظارها.

وبين الشائعات التي تتحدث عن هروب واعتقال، وصمت الدولة المثير، يظل السؤال الحارق في أذهان الجزائريين:
هل اختفاء “ناصر الجِنّ” مجرد حادثة أمنية معزولة، أم أنه بداية زلزال يعيد تشكيل موازين القوى داخل هرم السلطة الجزائرية؟

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق