دموع أوزين… عرض مسرحي رخيص لا يدفئ أطفال الجبال

28 سبتمبر 2025
دموع أوزين… عرض مسرحي رخيص لا يدفئ أطفال الجبال

الصحافة _ كندا

ظهر محمد أوزين الأمين العام احزب الحركة الشعبية باكياً وهو يستحضر معاناة أطفال القرى في عز البرد والثلج. لكن دموعه لم تُدفئ طفلاً واحداً ولم تُنقذ أسرة واحدة من قساوة الجبال، إذ أن الرجل الذي كان وزيراً ومنتخبا كبيرا لسنوات طويلة، لم يتذكر هؤلاء الأطفال إلا عندما قرر أن يلعب دور الضحية أمام الكاميرات، ناسياً أن ذاكرة المغاربة أطول من مشاهد بكاء موسمية.

إن ما يقدمه أوزين اليوم ليس موقفاً سياسياً، بل عرضاً مسرحياً رخيصاً، يتقن فيه إلقاء العبارات الحزينة وذرف الدموع عند اللزوم. لو كانت الدموع تبني مدارس وتشق طرقات وتجلب الأطباء، لكان المغرب في مصاف الدول المتقدمة منذ أن قرر بعض ساسة هذا البلد تحويل البكاء إلى برنامج حكومي.

المشكلة أن أوزين يحاول بيع صورة “السياسي الحساس”، بينما يعرف الجميع أنه جزء من منظومة سياسية لم تفعل شيئاً لفك العزلة عن الجبال ولا لتخفيف معاناة الهامش. ما يفعله اليوم ليس سوى محاولة يائسة لاستعادة حضور سياسي مفقود عبر دموع لا تسمن ولا تغني من برد.

إن المغاربة ينتظرون من قادتهم الشجاعة في القرار لا الرهافة في البكاء، ينتظرون من النخب سياسات تنقذ الأرواح لا مشاهد درامية تثير الشفقة. دموع أوزين قد تصلح لإبهار جمهوره الحزبي، لكنها لا تصلح لتغيير واقع قاسٍ يحتاج عملاً لا بكائيات.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق