الصحافة _ كندا
اختتمت القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية بمدينة القنيطرة، تمرين “Maroc Mantlet 2025”، في محطة جديدة من شراكة استراتيجية تعكس الثقة المتبادلة بين الرباط وواشنطن، ليس فقط في بعدها العسكري، بل أيضاً في بعدها الدبلوماسي والإنساني.
هذا التمرين، الذي يُصنف كأهم تدريب سنوي مخصص للاستجابة للكوارث الطبيعية والإنسانية، لم يكن مجرد محاكاة تقنية، بل تجسيد حي لمكانة المغرب كفاعل إقليمي محوري وموثوق في تدبير الأزمات.
فمن مكافحة الحرائق والإسعافات الطبية، إلى مواجهة الأخطار الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN)، مروراً بتوظيف أحدث الطائرات المسيرة في إدارة الأزمات، أظهر المغرب قدراته في الجمع بين التجربة الميدانية والابتكار التكنولوجي.
ويتمثل البعد الاستراتيجي الأعمق في أن المغرب لا يكتفي بدور المتلقي للتجارب الدولية، بل أصبح شريكاً منتجاً للأمن والاستقرار الإقليمي، وهو ما تؤكده ثقة الولايات المتحدة التي تواصل جعل الأراضي المغربية مسرحاً لتدريبات من هذا النوع.
كما أن هذا الخيار السياسي والعسكري يُترجم بوضوح المكانة المتميزة التي يحتلها المغرب في المعادلة الأطلسية، وفي خريطة التحالفات الدولية الكبرى.
ويُكمل تمرين “Maroc Mantlet” حلقة أخرى من سلسلة التعاون العسكري الراسخ بين البلدين، إلى جانب مناورات “الأسد الإفريقي”، ليؤكد أن المغرب بات يشكل جسراً استراتيجياً بين إفريقيا، العالم العربي، وأوروبا، وشريكاً لا غنى عنه للولايات المتحدة في مواجهة التحديات الأمنية والإنسانية.
إن المغرب لم فقط متعاون عسكري في محيطه، بل تحول إلى قوة صاعدة في مجال التدخل السريع وإدارة الكوارث، قادرة على الجمع بين البعد الوطني في حماية مواطنيه، والبعد الدولي في المساهمة في أمن واستقرار المنطقة.
