مصافحة بوريطة وعطاف.. صفعة دبلوماسية أحرقت وهم الانفصال وأربكت الجزائر!

25 سبتمبر 2025
مصافحة بوريطة وعطاف.. صفعة دبلوماسية أحرقت وهم الانفصال وأربكت الجزائر!

الصحافة _ كندا
تحولت الصورة التي التقطتها عدسات الإعلام الدولي في نيويورك، على هامش انعقاد الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بين وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الجزائري. إلى حدث سياسي قائم بذاته، يختزل في ثوانٍ قليلة لغة صامتة أقوى من مئات الخطب، ورسائل استراتيجية لا يمكن تجاهلها.

فالابتسامات المتبادلة والتواصل البصري المباشر لم يكونا مجاملة دبلوماسية، بل تجسيدا لإدراك متبادل بأن زمن القطيعة العبثية والخطاب العدائي قد بلغ مداه. المنطقة المغاربية والساحل الإفريقي يعيشان تحت ضغط تحديات عابرة للحدود: الإرهاب، الجريمة المنظمة، والهجرة غير النظامية. هذه التحديات لم تعد تحتمل سياسات انعزالية عقيمة، بل تفرض لغة جديدة قوامها العقلانية والتعاون.

إن اختيار منصة أممية ذات رمزية عالمية للقيام بمصافحة علنية، وفي لحظة حساسة تسبق اجتماعات مجلس الأمن، يوجه رسالة واضحة إلى المنتظم الدولي: المغرب واثق من نفسه، من قضيته، ومن موقعه. إنه يبرهن مرة أخرى أنه لا يتهرب من الحوار، بل يمد اليد حتى إلى خصم غارق في أوهام الانفصال. وهنا تتجلى عبقرية الدبلوماسية الملكية، التي جعلت من قضية الصحراء المغربية ورقة قوة دولية، لا ورقة نزاع داخلي.

لكن المصافحة ليست نهاية المطاف، بل بداية اختبار. هي جس نبض سياسي يهدف إلى قياس ردود الفعل، داخليا وإقليميا ودوليا. فإذا تجاوبت الجزائر بجدية، يمكن أن تتحول الصورة إلى مدخل لفتح قنوات حوار حقيقي، وإحياء آليات التعاون الأمني والاقتصادي. أما إذا واصلت الجزائر التشبث بأطروحة متجاوزة، فإنها لن تفعل سوى تعميق عزلتها في وقت يزداد فيه الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الحل الواقعي والوحيد.

إن هذه المصافحة الرمزية جاءت في سياق واضح: المجتمع الدولي لم يعد يشتري خطاب الجزائر التقليدي. خطابها فقد بريقه، وراهاناتها على ورقة الانفصال لم تعد تجد آذانا صاغية. العالم يميل أكثر فأكثر إلى المغرب، إلى شرعيته التاريخية، وإلى مشروعه الوحدوي الواقعي.

لقد أحسن ناصر بوريطة، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، التقاط اللحظة وتوظيفها كجزء من معركة الشرعية الدولية. فالصورة وحدها تقول للعالم: المغرب قوي بثوابته، واثق بمبادراته، ثابت في مواقفه. أما الجزائر، فإما أن تلتحق بركب الواقعية، أو تبقى أسيرة خطاب لم يعد يقنع حتى حلفاءها التقليديين.

إن المصافحة التي حاول البعض اختزالها في بروتوكول عابر، هي في الحقيقة إعلان صامت بأن لحظة الحسم التاريخي تقترب. الصراع حول الصحراء المغربية لم يعد قدرا محتوما، بل نزاعا في طريقه إلى النهاية. والمغرب، بثبات ملكه وحنكة دبلوماسيته، يواصل انتصاره الكبير: انتصار الشرعية، انتصار الواقعية، وانتصار الأفق المغاربي المشترك الذي لن يتحقق إلا بطي صفحة الانفصال إلى الأبد.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق