الصحافة _ كندا
كشفت وثيقة تتضمن رسالة منسوبة إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، مؤرخة في 17 أبريل 2024 بالرباط، عن جوانب خاصة من علاقته بالزاوية القادرية البودشيشية، وعن هواجسه تجاه مستقبل الطريقة الصوفية.
الرسالة، الموجهة إلى شيخ الزاوية الراحل جمال الدين البودشيشي القادري، والد منير ومعاذ، والتي تنشر لأول مرة، أظهرت أن الوزير عبّر عن قلقه في فترة سابقة من احتمال أن تؤدي بعض الأمور إلى نتائج “لا تخدم الطريق”. غير أن التوفيق عاد ليؤكد في مراسلته أن تلك المخاوف التي أبداها لم يكن لها ما يبررها، بعدما اطمأن إلى أن “أمر الطريق أمر غيبي ترعاه القدرة بعناية سابقة، ولا دخل فيه للبشر من غير الشيخ صاحب الإذن”.
التوفيق، الذي قدّم نفسه في الرسالة بصفته “مريدا” للزاوية، شدد على تجديد عهده للشيخ الراحل جمال الدين، مبرزًا أن أي كلام عن شؤون الطريق خارج إشراف الشيخ “محفوف بالمزالق”، وأن دوره يقتصر على تقديم أي خدمة دنيوية ممكنة أو الجواب عن أسئلة لا تمس جوهر الطريقة.
وفي ما يشبه بوحا شخصيا، كشف وزير الأوقاف أنه بعد نهاية مهامه الوزارية في الرباط، يعتزم العودة إلى قريته في الجبال المجاورة لمراكش “مع السبحة والأوراد”، طالبا من الشيخ الدعاء له بـ”سلامة العاقبة وحسن الخاتمة”.
الوثيقة تعكس العلاقة الروحية والوجدانية التي ربطت التوفيق بالزاوية البودشيشية، كما تكشف تداخلا بين مساره الرسمي على رأس وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومساره الروحي داخل إحدى أبرز الطرق الصوفية في المغرب.