الصحافة _ كندا
في خطوة وُصفت بـ”غير المسبوقة”، شرعت قيادة حزب الأصالة والمعاصرة في إعادة ترتيب بيتها الداخلي عبر قرارات تنظيمية صارمة، كشفت عنها مصادر مطلعة.
الاجتماع المغلق الذي عقد بالرباط، برئاسة فاطمة الزهراء المنصوري، المنسقة العامة للحزب، وبحضور الوزير محمد المهدي بنسعيد، وضع خريطة طريق جديدة تقوم على تجديد النخب، محاربة الممارسات المشبوهة، وتصفية ما يُعرف بـ”الحرس القديم”.
ووفق المعطيات التي توصل بها الموقع، تقرر إحداث تغييرات واسعة في صفوف الأمناء العامين الجهويين والإقليميين، في مسعى لضخ دماء جديدة وتعزيز الكفاءة داخل الهياكل التنظيمية.
كما خلص الاجتماع إلى قرار مثير يتمثل في حرمان أزيد من 40 برلمانيا من الترشح مجددا في الانتخابات المقبلة، باعتبار أن أداءهم لم يرقَ إلى مستوى انتظارات الحزب. هذه الخطوة، وفق نفس المصادر، تجسد “صرامة تنظيمية” تهدف إلى إتاحة الفرصة أمام وجوه جديدة قادرة على تمثيل الحزب بجدارة.
وفي السياق ذاته، تم التشديد على منع بيع وشراء التزكيات، وهي ممارسة لطالما لطخت صورة الحزب وأضعفت مصداقيته، مع وضع معايير واضحة تمنح الترشيحات على أساس الكفاءة والالتزام بالخط الاستراتيجي.
كما تم الإعلان عن خطة لتجهيز جيل جديد من رؤساء المجالس الترابية والجهات، مع الإبقاء على بعض الوجوه التي أثبتت نجاحها في التدبير المحلي، في توازن بين التجديد والاستمرارية.
وتؤكد المصادر أن القيادة الحالية تبدو عازمة على “قطع الطريق أمام الحرس القديم” الذي كان يستغل موقعه للتأثير وبيع التزكيات، في توجه يروم إعادة الانضباط الداخلي وفرض قواعد صارمة على جميع الأعضاء.
غير أن هذه القرارات الجريئة، وإن كانت تصب في خانة ترميم صورة الحزب وتجديد دمائه، قد تثير في المقابل موجة من الغضب داخل صفوف الأعيان المحليين وذوي النفوذ المالي، الذين يشكلون أحد أعمدة الحزب في ضمان المقاعد الانتخابية.
