الصحافة _ كندا
أثار اختفاء لقاح المكورات الرئوية المقترن (PCV13) من المراكز الصحية العمومية غضبا واسعا وسط الأسر المغربية، بعدما وجدت نفسها عاجزة عن تأمين هذا اللقاح الضروري لأطفالها، في وقت يشدد فيه أطباء الأطفال على أهميته في الوقاية من 13 نوعا من البكتيريا العقدية الرئوية المسببة لأمراض خطيرة مثل التهاب السحايا، الالتهاب الرئوي وتعفن الدم.
وسارعت الجمعيات الحقوقية المدافعة عن الطفولة إلى تحميل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مسؤولية ما وصفته بـ”الإخلال الخطير”، معتبرة أن غياب هذا اللقاح يشكل تهديدا مباشرا لسلامة الأطفال وإخلالا بالحق في العلاج والحماية الصحية كما ينص على ذلك الدستور المغربي والمواثيق الدولية.
وبينما التزمت الوزارة الصمت ولم تقدم تفسيرات واضحة حول أسباب هذا النقص، يرى مهنيون أن الأمر يعكس ضعفا في تدبير سلاسل التوريد والتخزين، محذرين من تداعيات ذلك على الأمن الصحي الوطني، وداعين إلى إرساء آلية استباقية تضمن استمرارية تزويد المراكز باللقاحات الأساسية.
ويؤكد مراقبون أن الأزمة لا ترتبط فقط بنفاد جرعات لقاح بعينه، بل تكشف خللا أعمق في قدرة المنظومة الصحية على الاستجابة لانتظارات المواطنين وضمان عدالة الولوج إلى الخدمات الطبية، خاصة عندما يتعلق الأمر بفئة هشة وحساسة مثل الأطفال.
الجمعيات الحقوقية شددت في بياناتها على ضرورة تحرك عاجل من جانب الحكومة لتدارك الوضع وتوفير اللقاح بكميات كافية في مختلف المراكز الصحية، مع ترتيب المسؤوليات في حق المتسببين في هذا الخلل، مؤكدة أن أي تهاون في هذا الملف يمثل “تقصيرا في حماية حق الأطفال في الحياة والصحة”.