الصحافة _ كندا
إذا كان السفر مع الخطوط الملكية المغربية حلمًا، فأسعارها كفيلة بتحويل الحلم إلى كابوس. كيف يمكن أن نفسر أن رحلة من نيويورك إلى مدريد، على متن شركات أمريكية أو بريطانية، ذهاباً وإياباً، في مارس المقبل، لا تتعدى 450 دولاراً، بينما تبيع “شركتنا العزيزة” نفس المسافة تقريباً ونفس الفترة بأكثر من الضعف: 1060 دولاراً؟
هل طائراتنا تستهلك وقوداً من الذهب المذاب؟ أم أن المقاعد مرصعة بالألماس؟ لا، الحقيقة أبسط: الشركة تتعامل مع المسافر المغربي على أنه “زبون أسير” لا خيار له، فتضع الأسعار حيث تشاء، طالما أن المنافسة محدودة والشعارات الوطنية جاهزة للتبرير.
الخطوط الملكية المغربية، التي كان يفترض أن تكون سفيرة البلاد في السماء، تحولت إلى ماكينة لتحصيل الرسوم المبالغ فيها، بلا مراعاة لظروف الجالية أو المسافر المحلي. وبينما جيراننا يستفيدون من أسعار تنافسية وعروض مغرية، نحن ندفع ثمن “الانتماء” مضاعفاً.
ولعل عبد الحميد عدو، المدير العام، إذا قرأ هذه الأرقام، قد يجد نفسه مطالباً ليس فقط بتفسير سياسة الأسعار، بل أيضاً بإقناع المغاربة لماذا عليهم أن يطيروا معه، وهم يرون بدائل أرخص وأفضل تحلق على بُعد نقرة بحث واحدة.