الصحافة _ كندا
أعاد النائب البرلماني حسن أومريبط، عن فريق التقدم والاشتراكية، ملف ارتفاع الأسعار في القطاع السياحي إلى الواجهة، موجهاً سؤالاً كتابياً إلى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، حول التداعيات الخطيرة لهذه الظاهرة على وتيرة النشاط السياحي، خصوصاً في ذروة العطلة الصيفية الحالية.
أومريبط ذكّر بأن المغرب راهن منذ سنوات على جعل السياحة قاطرة تنموية، عبر تنويع العروض، تحسين البنية التحتية، وتكثيف الترويج العالمي للوجهة المغربية. لكن هذه المجهودات، وفق تعبيره، تواجه تهديداً حقيقياً بسبب “الغلاء الفاحش” و”الجشع التجاري” الذي بات يطبع عدداً من الوجهات السياحية الوطنية.
البرلماني أشار إلى أن أسعار الإقامة في الفنادق والمنتجعات، وكلفة الوجبات بالمطاعم، وحتى الخدمات العادية في المقاهي والأسواق، شهدت ارتفاعات قياسية، غالباً دون مبررات مرتبطة بتحسين جودة الخدمة. الأخطر – يضيف – أن أسعار النقل البحري والجوي إلى المغرب أصبحت “خيالية”، ما أثر على إقبال مغاربة الداخل ومغاربة العالم على قضاء عطلتهم بالمملكة، وفتح المجال أمام منافسة وجهات أجنبية بأسعار أقل وخدمات أفضل.
التحليل الاقتصادي لهذا الوضع يكشف أن استمرار هذه الممارسات سيؤدي إلى فقدان السياحة الداخلية لجزء من زخمها، وهو ما يُهدد بدوره قطاع السياحة بأكمله، الذي يعتمد في فترات معينة من السنة على السوق المحلية والجالية المغربية لدعم المداخيل وضمان استمرارية الأنشطة. فالمستهلك المغربي، سواء المقيم بالداخل أو بالخارج، أصبح أكثر وعياً بالمقارنة بين الأسعار والجودة، وأصبح من السهل عليه اختيار بدائل خارجية توفر تجربة أفضل بأقل تكلفة.
هذا التراجع المحتمل في الطلب السياحي الداخلي والخارجي ستكون له تداعيات على الاقتصاد الوطني، خاصة على القطاعات المرتبطة بالسياحة مثل النقل، الصناعة التقليدية، والخدمات. وهنا تكمن الحاجة الملحة إلى تدخل حكومي عاجل لوضع ضوابط للأسعار، تشجيع المنافسة العادلة، وتحفيز الفاعلين السياحيين على تحسين جودة الخدمات دون تحميل المستهلك كلفة غير مبررة.
أومريبط دعا الحكومة إلى إعلان خطة واضحة تعيد الثقة في السوق السياحية الوطنية، عبر تسعير عقلاني وعروض جاذبة، بما يحافظ على موقع المغرب كمقصد سياحي منافس، ويمنع نزيف الزوار نحو أسواق أخرى، خصوصاً في أفق تنظيم البلاد لفعاليات كبرى مثل كأس العالم 2030، حيث ستكون الصورة والانطباع عن الوجهة المغربية جزءاً أساسياً من إرث هذا الحدث.