الصحافة _ كندا
في موقف لافت يحمل جرأة سياسية ورؤية وحدوية، رحب تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية بمضامين الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، معتبرا إياه “دعوة صادقة للسلام والتنمية الإقليمية”، ونافذة تاريخية يجب ألا تُغلق مجددًا أمام شعوب المنطقة.
البيان، الصادر مباشرة بعد الخطاب الملكي، وجه رسالة سياسية مزدوجة: إلى الجزائر لالتقاط اليد الملكية الممدودة وبدء حوار صريح ومسؤول، وإلى المغرب لتسريع تنزيل آليات الحكم الذاتي، ليس فقط كشعار، بل عبر إجراءات ملموسة تُشرك النخب المحلية وتكرس الجهوية المتقدمة.
التحالف اعتبر أن إعادة فتح الحدود بين البلدين لن يكون مجرد مكسب لوجيستي، بل خطوة رمزية نحو بعث روح الاتحاد المغاربي من جديد، وتفعيل التكامل الإقليمي، وطي صفحة الجمود السياسي. ودعا إلى تفاعل جزائري بمستوى الموقف المغربي الذي جدد التأكيد على روابط الدم والجغرافيا والمصير المشترك.
وفي نفس الوقت، دعا البيان إلى مقاربة مغربية جديدة للحكم الذاتي تنطلق من الميدان، من خلال دعم الكفاءات الصحراوية، وتوسيع صلاحيات التدبير الذاتي، تزامنًا مع الطفرة التنموية في الأقاليم الجنوبية، وذلك لضمان تقاطع المشاريع الاقتصادية والعمرانية مع آليات المشاركة السياسية الفعلية.
ولم يخف التحالف قلقه حيال “الوضع الكارثي في مخيمات تندوف”، منتقدًا استمرار غياب الوضع القانوني للاجئين، ووقوع انتهاكات جسيمة في غياب المساءلة، وهو ما يجعل من إيجاد حل سياسي إنسانيًا بالدرجة الأولى، قبل أن يكون جيو-استراتيجيًا.
وذكّر التحالف بالاعترافات الدولية المتنامية بدينامية المغرب ومقترحه الجاد منذ 2007، مشيرا إلى إشادة قوى كبرى بالتحولات الحقوقية والديمقراطية في المملكة، ما يعزز مكانة مقترح الحكم الذاتي كأرضية واقعية لحل النزاع.
وفي ختام بيانه، رسم التحالف خارطة طريق من سبع نقاط، دعا من خلالها إلى تعبئة وطنية ومجتمعية لمكافحة خطاب الكراهية والمغالطات التاريخية التي تُغلف النزاع بعباءة “تصفية استعمار”، كما شدد على تعزيز مؤسسات الدفاع عن مغربية الصحراء، وفتح حوارات أكاديمية ومجتمعية حول النماذج العالمية في الحكم الذاتي، وبناء جسور التواصل مع الشعب الجزائري لكسر الصور النمطية وبناء مغرب عربي أكثر سلامًا وإنصافًا.
بهذا البيان، يكون التحالف قد أطلق نداءً مزدوجًا يتقاطع مع نبض الشارع الصحراوي الطامح للاستقرار، ومع تطلعات الأجيال الجديدة لبناء مستقبل يتجاوز أسوار الخلاف ويؤمن بإرادة الشعوب.














