الصحافة _ كندا
فجّرت قناة “الرياضية” موجة غضب عارمة بعد تمريرها وصلة إشهارية لشركة مراهنات روسية غير مرخّصة، تضمّنت خريطة المغرب مبتورة من صحرائه، وذلك خلال افتتاح كأس أمم إفريقيا للسيدات 2024، الذي جرى السبت في الرباط.
الإعلان، الذي تعود ملكيته لشركة “1XBET” المحظورة قانونيًا في المغرب، أثار استياءً واسعًا واعتُبر إخلالًا فادحًا بميثاق البث والإشهار، الذي يفرض رقابة دقيقة على المضامين الدعائية، خاصة تلك الصادرة عن شركات تنشط خارج الإطار القانوني للمملكة.
الحادثة حرّكت دعوات لفتح تحقيق فوري، وتحديد المسؤوليات داخل القناة الوطنية التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، التي سارعت بدورها إلى حذف فيديو حفل الافتتاح من جميع منصاتها الإلكترونية، في محاولة لاحتواء التداعيات.
متابعون وصفوا الواقعة بأنها “سقطة مزدوجة” تمس السيادة الوطنية مرتين: أولًا بتمرير إعلان لشركة غير قانونية، وثانيًا بإجازة خريطة مجتزأة للمغرب في بث رسمي، ما اعتُبر استهتارًا برمزية الوحدة الترابية.
وفي خلفية الجدل، تعود إلى الواجهة شركة “1XBET” التي سبق للوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، أن أكد في تصريحات برلمانية أنها تمارس نشاطها في المغرب دون سند قانوني، وتفتقر للمقومات الأساسية لأي نشاط تجاري مشروع، من مقر اجتماعي، إلى رقم ضريبي، وحساب مالي.
لقجع أوضح أن الشركة الروسية عرضت رعاية لعدد من الأندية المغربية وحتى للجامعة الملكية لكرة القدم، لكن الرد كان قاطعًا برفض أي علاقة معها، مؤكدًا أن قطاع الألعاب بالمملكة مؤطر بقوانين صارمة لا تسمح بمثل هذه التجاوزات.
ورغم رفض المغرب الرسمي لها، واصلت “1XBET” تمددها على الساحة الإفريقية، لتصبح أحد أبرز المستشهرين لدى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ما يطرح أسئلة مقلقة حول النفوذ المالي المتزايد لشركات المراهنة غير القانونية في الرياضة، ويستدعي تحركًا سياسيًا وتشريعيًا عاجلًا لضبط هذا الانفلات قبل أن يتحول إلى اختراق ممنهج للسيادة عبر الشاشة.