الصحافة _ كندا
في خطوة وصفت بأنها تحمل أبعادًا استراتيجية تتجاوز حدود التعيين الإداري، أقدم فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، على تعيين مسؤول تقني كبير ضمن هيكلة الإدارة المركزية، واضعًا بذلك حدًا لفراغ طويل في أحد أهم المفاصل التقنية داخل القطب العمومي.
ويُعتبر هذا التعيين بمثابة إحياء فعلي لمنصب المدير التقني المركزي، وهو المنصب الذي ظل شاغرًا لسنوات، باستثناء تكليفات محدودة شملت جمع مسؤوليات البث والإنتاج داخل قطب واحد دون إسناد رسمي لمهام الإدارة المركزية. ويُفهم من هذا القرار أن العرايشي يرفض التنازل عن هذه البنية المحورية في المنظومة الإعلامية العمومية، التي تمثل العمود الفقري لعمليتي الإرسال والبث.
الخطوة، التي أثارت ردود فعل داخل القطاع وخارجه، جاءت بالتزامن مع تداول أسماء من قنوات أخرى كالـ”دوزيم” و”ميدي1 تيفي”، كمرشحين محتملين للمساهمة في مشروع الدمج التقني المرتقب ضمن استراتيجية إصلاح شاملة للقطب العمومي السمعي البصري. غير أن اختيار العرايشي الواضح لتعزيز الثقة في الكفاءات التقنية داخل دار البريهي يعكس إرادة في جعل SNRT القاطرة الأساسية لهذا المسار الإصلاحي.
وفي سابقة لها دلالاتها، حضر العرايشي شخصيًا حفل توديع المدير التقني السابق عبد الله المنزهي، الذي خلف المدير الأسبق القاسمي علال، وهو حضور نادر لحدث من هذا النوع، ويؤشر بوضوح على تقديره العميق للأدوار الحيوية التي يضطلع بها الجسم التقني داخل المؤسسة.
تجدر الإشارة إلى أن أربعة مسؤولين تقنيين (ثلاث نساء ورجل) يحملون نفس الدرجة الإدارية العليا داخل الشركة، دون أن يُعيَّن أي منهم رسميًا كمدير مركزي حتى الآن، ما يعيد طرح أسئلة حول الهيكلة المستقبلية والتوزيع المتوقع للمهام في ظل التحولات المرتقبة في مشهد الإعلام العمومي.