لا يُرى ولا يُحاسَب.. راتب من ذهب وصمت من رصاص.. لكنه يمسك بخيوط اللعبة داخل “لارام”

26 يونيو 2025
لا يُرى ولا يُحاسَب.. راتب من ذهب وصمت من رصاص.. لكنه يمسك بخيوط اللعبة داخل “لارام”

الصحافة _ كندا

لا أحد يسمع له صوتًا، ولا أحد يراه في المؤتمرات أو يقرأ له توضيحًا رسميًا. ومع ذلك، يواصل الإمساك بخيوط اللعبة داخل مؤسسة تُفترض فيها الشفافية والانفتاح. إنه مسؤول التواصل في  شركة الخطوط الملكية المغربية، الرجل الذي صعد من الظلّ، واستقر في الموقع، ثم مدّ جذوره عميقًا… بلا إنجازات تُذكر، بلا محاسبة تُسائل.

كل شيء في هذه القصة يبعث على الريبة. شركة وطنية تُواجه كل صيف موجة غضب شعبي بسبب أسعارها الملتهبة وخدماتها المتآكلة، ومع ذلك، لا بيان، لا توضيح، لا مسؤول يقف ليشرح. في المقابل، هناك “رجل واحد” يعرف كيف يُخرس الأصوات، ويصنع حوله جدارًا من الغموض.

لا يُعرف إن كان يدافع عن الشركة التي تُغدق عليه براتب ثقيل – كما كشفت تسريبات صندوق الضمان الاجتماعي – أم يخدم أجندة أخرى رسمت له حدود الحركة ومكّنت له داخل المؤسسة. ما هو مؤكد، أن هذا الرجل لا يتحرك وحيدًا.

في ركن من أركان المشهد، يقف منتخب نافذ من جهة الرباط-سلا-القنيطرة، تربطه بهذا المسؤول علاقة أكثر من شخصية.  قد تكون شركة تواصل مسجلة باسم أحد أفراد أسرته،  قد تكون صفقات تمر من خلف الستار، وامتدادات ناعمة تحمي وتغذّي. لا حاجة للتصريحات حين يكون النفوذ صامتًا لكنه نافذ. ولا ضرورة للكفاءة حين يكون الغطاء السياسي أقوى من دفتر التحملات.

ومن تحت الطاولة، تلوح علاقته بتنظيم سياسي مصطفّ في المعارضة. علاقة لا تخفى على العارفين بخريطة الولاءات الجديدة داخل المؤسسات. الحزب الذي يتقن لعبة التأثير من الخلف، ويدفع ببعض رموزه إلى مواقع استراتيجية، وإن لم يَكُن في موقع القرار. الرجل واحد من هؤلاء. له في ذلك التنظيم رافعة، وفي أجنحته شبه دعم، وفي صراعاته أوراق يُلوّح بها متى شاء. ما يجعل حضوره داخل “لارام” أقرب إلى اختراق ناعم من أن يكون وظيفة.

من أين أتى؟ من عيّنه؟ ولماذا لم يغادر منذ ذلك الحين؟
الجواب يقود إلى المدير العام السابق، الذي فتح له باب المنصب، وتركه ينسج شبكته الخاصة على مهل، حتى صار اسمه مقرونًا بكل أزمة، وكل احتقان، وكل صمت قاتل يخيّم على مكاتب التواصل بالشركة.

الصحفيون يعرفونه… لا يتعامل، لا يُجيب، لا يفسّر.
بعضهم يهاجم الشركة بإيعاز منه، وبعضهم يصمت طوعًا مقابل امتيازات صغيرة تمر عبر “القنوات الخاصة”.
إنه لا يدير تواصلًا… إنه يدير لعبة.

اليوم، لا يتعلق الأمر بشخص تجاوز حدوده، بل بنموذج انزلق بعيدًا عن منطق المؤسسات.
رجل بلا رؤية ولا كفاءة، لكن بحصانة مركبة من شبكة مصالح، ومن طموحات غير معلنة، ومن ولاء لجهات لا تصب بالضرورة في مصلحة شركة يُفترض أنها واجهة للمملكة.

هذا ليس صراع مواقع، هذا تقويض لمنطق الشفافية داخل مؤسسة استراتيجية.
التساؤلات لا تُطرح هنا بدافع الفضول… بل بدافع الخطر.
الخطر الذي يتربص بمؤسسة تُدار واجهتها الإعلامية من خلف الستار، بأصابع تخدم كل شيء… إلا الحقيقة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق