الصحافة _ كندا
في ظل تنامي المخاوف الطبية من التأثيرات الخطيرة للسكر المضاف، وجّهت النائبة البرلمانية حنان أتركين، عن فريق الأصالة والمعاصرة، سؤالًا كتابيًا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، تدعو فيه إلى إطلاق حملة وطنية شاملة للتحسيس بمخاطر الاستهلاك المفرط للسكر، وذلك على خلفية الانتشار المقلق للأمراض المزمنة المرتبطة بالنظام الغذائي.
وأكدت البرلمانية أن المغرب يسجل سنويًا ارتفاعًا لافتًا في عدد المصابين بأمراض مثل السكري، وأمراض القلب والشرايين، والسمنة، وهي أمراض تتغذى بشكل مباشر من الإفراط في استهلاك السكر المضاف، لا سيما عبر المنتجات الغذائية المصنّعة التي لا تحمل في الغالب مؤشرات واضحة حول مكوناتها.
ولفتت إلى أن الفئات الهشة، وخصوصًا مرضى السكري، يجدون أنفسهم أمام تحدي غياب الشفافية في المعلومة الغذائية، ما يعرضهم لمضاعفات صحية حادة، بسبب غياب تنبيهات صريحة حول السكريات المضافة في الأغذية والمشروبات المعروضة في السوق.
وأشارت أتركين إلى أن هذا الواقع يحتم على الحكومة التحرك العاجل، من خلال تبني حملة تحسيسية وطنية واسعة، تشمل الإعلام العمومي، والمراكز الصحية، والمؤسسات التعليمية، بهدف توعية الأسر المغربية بمخاطر السكر، وتثقيف المستهلك حول أهمية اختيار منتجات غذائية آمنة.
كما دعت إلى تعزيز آليات المراقبة والتتبع بخصوص نسب السكر في المنتجات الغذائية، وفرض وضع ملصقات تحذيرية واضحة على المنتجات التي تتجاوز المعدلات الصحية المسموح بها، في انسجام مع توصيات منظمة الصحة العالمية التي سبق أن اعتبرت السكر المضاف أحد العوامل الرئيسية للوفيات المبكرة في العالم.
وتأتي هذه المبادرة البرلمانية في وقت ترتفع فيه أصوات جمعيات حماية المستهلك وخبراء التغذية، المطالبة بإجراءات حازمة لتقنين استخدام السكر في الصناعات الغذائية، وتقييد الإشهار المفرط للمنتجات المحلاة، خاصة تلك الموجهة للأطفال والمراهقين.
ويبقى السؤال اليوم: هل ستتفاعل وزارة الصحة مع هذا التنبيه البرلماني وتطلق مسارًا عموميًا لمجابهة “السم الأبيض” الذي يتسلل يوميًا إلى موائد المغاربة؟
