الصحافة _ كندا
بعد الهزيمة المدوية التي تلقاها في دائرة القنيطرة خلال الانتخابات التشريعية السابقة، يستعد فوزي الشعبي، رجل الأعمال ونجل الراحل ميلود الشعبي، لإعادة رسم مساره السياسي من بوابة جديدة، مدينة الصويرة، معقل العائلة ورمز النفوذ التاريخي لاسم “الشعبي”.
مصادر جريدة “الصحافة” الإلكترونية تؤكد أن قرار فوزي الشعبي الترشح بالصويرة في استحقاقات 2026، جاء نتيجة للهزيمة القاسية التي مُني بها في القنيطرة، حيث عجز حزب الأصالة والمعاصرة عن حجز مقعد وسط صعود لافت لتحالف رباعي قاده “الأحرار” و”الاستقلال” و”العدالة والتنمية” و”الاتحاد الدستوري”.
ويرى مراقبون أن فوزي الشعبي اختار التحول إلى الصويرة كاستراتيجية مزدوجة، تجمع بين البعد الرمزي للمنطقة كامتداد لعائلة الشعبي، وبين الإمكانات الواقعية لاستعادة موقع انتخابي في جهة تبدو فيها المنافسة أقل احتداماً من دوائر الغرب.
التحضيرات الأولية تُظهر أن فوزي الشعبي يراهن على تعبئة الإرث العائلي والسياسي والاقتصادي لوالده، مستغلاً حالة التراجع التي تعرفها بعض النخب المحلية، وغياب أسماء قوية قادرة على تأطير قواعد حزبية منظمة ومتماسكة. كما يُعوَّل على شبكة مصالحه الاقتصادية والاجتماعية في الإقليم، خاصة في ظل خطاب عام سائد في الصويرة يطالب بتمثيلية برلمانية أكثر التزامًا بالقضايا المحلية.
في المقابل، تشير بعض التحليلات إلى أن الرهان ليس سهلاً، فالصويرة ليست أرضًا محايدة، بل تعرف بدورها استقطابًا حزبيًا حادًا وتنافسًا تاريخيًا بين بعض الأحزاب، وأسماء محلية قوية لها امتداد داخل الدواوير والمراكز القروية. وبالتالي، فعودة فوزي الشعبي ستكون مشروطة بقدرته على بناء تحالفات جديدة وتقديم خطاب تنموي مقنع يتجاوز رصيد العائلة نحو عرض سياسي متجدد.