الصحافة _ كندا
على بعد أيام قليلة من عيد الأضحى، يعرف سوق اللحوم الحمراء بالمغرب موجة غير اعتيادية من الإقبال، خصوصًا على “الدوارة” (الأحشاء والكبد والقلب)، ما تسبب في ارتفاع صاروخي لأسعارها، حيث تراوحت بين 500 و700 درهم، وسط مؤشرات تنذر بمواصلة التصاعد مع اقتراب يوم العيد.
هذا الإقبال الكثيف، الذي يتناقض مع انخفاض أسعار الماشية في الأسواق بفعل غياب شعيرة الأضحية هذا العام، يعكس تحولات لافتة في سلوك المستهلك المغربي، والذي بات يعوض طقس الذبح الجماعي باستهلاك لحوم المذبوحات الجاهزة، خصوصًا بعد إعلان عدد من المجازر عن توقفها المؤقت خلال أيام العيد.
مهنيون في القطاع يربطون هذا الارتفاع بضعف العرض مقارنة بالطلب المتزايد، في وقت لم تستعد فيه سلسلة التوريد بالشكل الكافي لهذا التحول السريع في العادات الاستهلاكية. كما أن ارتفاع أعداد الذبائح في هذه الفترة قد يكون له أثر عكسي على المدى القريب، إذ يحذر مختصون من أن مواصلة ذبح الخرفان بنفس الوتيرة الحالية، دون توازن مع إمكانيات التناسل وإعادة تكوين القطيع، قد يؤدي إلى استنزاف حاد في الثروة الحيوانية الوطنية، ويفرض لاحقًا اتخاذ إجراءات استثنائية للحد من نزيف الذبح.
وبين من يسعى إلى تأمين “نصيب العيد” من اللحوم، وبين من يقرأ في هذا المشهد مؤشرًا على خلل هيكلي في تدبير القطاع، يطرح السؤال الملح نفسه: هل نحن أمام طفرة مؤقتة، أم أزمة مستدامة في الأمن الغذائي الحيواني؟