الصحافة _ كندا
في خطاب ناري من قلب مدينة تازة، شن محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، هجوماً سياسياً حاداً على حكومة عزيز أخنوش، متهماً إياها بعدم الوفاء بالتزاماتها وتكريسها للفوارق المجالية والاجتماعية، رغم ما وصفه بـ”الادعاءات الفارغة” حول إنجازات غير مسبوقة.
وخلال لقاء تواصلي نظمه الحزب نهاية الأسبوع المنصرم، مسرح تازة العليا، اعتبر بنعبد الله أن مدينة تازة تجسد بوضوح هذا التهميش، رغم موقعها الجغرافي الاستراتيجي، منتقداً استبعادها، إلى جانب مدن بأكملها في الشرق والجنوب، من مشاريع كأس العالم 2030، قائلاً إن “حتى رائحة المونديال لن تصل إلى هناك”.
الأمين العام لحزب “الكتاب” لم يتوقف عند انتقاد الفوارق المجالية، بل سخر من المفارقات التنموية الصارخة، متسائلاً كيف للمغرب أن يتباهى بالتيجيفي، في وقت لا تزال القطارات في الشرق تشتغل بالفحم، بينما تغيب المشاريع الكبرى عن جهات بأكملها مثل درعة تافيلالت وبني ملال خنيفرة.
وهاجم بنعبد الله حصيلة الحكومة في النمو الاقتصادي والتشغيل، مؤكداً أنها لم ترتق إلى ما وعدت به، حيث فشلت في رفع النمو إلى 4 في المئة، كما أخلفت وعدها بتوفير مليون منصب شغل، مبرزاً أن مدينة تازة نفسها تشهد بطالة مرتفعة تصل إلى 13.3%، في وقت بلغ فيه عدد العاطلين على الصعيد الوطني 1.6 مليون.
وفي لهجة تصعيدية، وصف بنعبد الله تصريحات رئيس الحكومة الأخيرة ضد الأمناء العامين لبعض الأحزاب بـ”الوقاحة السياسية”، مشدداً على أن أخنوش أخلف التزاماته العشر ولم ينجح حتى في واحدة، متسائلاً: “من الكاذب إذن؟”.
واختتم بنعبد الله مداخلته بالدعوة إلى مراجعة جذرية للمسار الحكومي، وإعادة توجيه السياسات العمومية نحو العدالة المجالية والإنصاف الاقتصادي، محذراً من أن استمرار نفس النهج لن يؤدي إلا إلى مزيد من الإحباط وتآكل الثقة في المؤسسات.
