الصحافة _ كندا
أكد تقرير دولي حديث أن المغرب أصبح رسميًا أرخص بلد في العالم من حيث تكلفة اليد العاملة في قطاع صناعة السيارات، مسجلًا رقمًا قياسيًا غير مسبوق بلغ 106 دولارات فقط لكل سيارة، متقدمًا بفارق شاسع على دول صناعية عريقة مثل ألمانيا والولايات المتحدة والصين.
التقرير، الصادر عن شركة الاستشارات الدولية “Oliver Wyman” تحت عنوان “تكلفة اليد العاملة لكل سيارة”، وضع المغرب في صدارة الترتيب العالمي بعد تحليل بيانات أكثر من 250 مصنعًا للسيارات عبر العالم. ويكشف التقرير أن تكلفة اليد العاملة في المغرب لا تمثل سوى جزء يسير مقارنة بنظيرتها في ألمانيا التي بلغت 3,307 دولارات لكل مركبة، أي بأزيد من 31 مرة.
وحلّت رومانيا والمكسيك وتركيا في المراتب التالية للمغرب، بتكاليف بلغت على التوالي 273 و305 و414 دولارًا، بينما احتلت الصين، رغم قوتها التصنيعية، المرتبة الخامسة بـ597 دولارًا.
وفي المقابل، سجّلت الدول الغربية تكاليف مرتفعة بشكل لافت، حيث بلغت في المملكة المتحدة 2,333 دولارًا، وفي فرنسا 1,569 دولارًا، بينما قُدّرت في الولايات المتحدة بـ1,341 دولارًا لكل سيارة، ما يُبرز الهوة الكبيرة بين كلفة التصنيع في المغرب ونظيرتها في البلدان الصناعية الكبرى.
ورغم انخفاض التكاليف، شدّد التقرير على أن هذا المؤشر لا يعكس فقط ضعف الأجور، بل يُترجم أيضًا تحسنا ملحوظًا في الإنتاجية وكفاءة العمالة المغربية، ما جعل من المملكة قاعدة أساسية للإنتاج منخفض التكلفة، خاصة لفائدة المصنعين الفرنسيين.
واعتبر التقرير أن المغرب لا يكتفي بدور “المصنع الرخيص”، بل يُؤسس لرؤية استراتيجية تجعل منه فاعلًا رئيسيًا في صناعة السيارات العالمية، مستفيدًا من موقع جغرافي محوري، ومناخ استثماري جاذب، وشبكة لوجستية تربط إفريقيا بأوروبا بكفاءة عالية.
واعتمد تقرير “Oliver Wyman” على تحليل دقيق لمجموعة من المؤشرات، بما في ذلك الأجور وساعات العمل ومستويات الإنتاجية وتعقيد خطوط الإنتاج، إلى جانب بيانات مستقلة وعلنية، ما يمنحه مصداقية واسعة في الأوساط الاقتصادية والصناعية العالمية.