الصحافة _ كندا
في تصريحات لافتة تعكس التحول المتسارع في علاقات المغرب مع القوى الدولية، أكد خافيير كولومينا، الممثل الخاص للأمين العام لحلف شمال الأطلسي لمنطقة الجوار الجنوبي، أن المملكة المغربية باتت تُعد من بين الشركاء الأكثر فاعلية والتزامًا في هذه المنطقة. كولومينا، وفي حوار مع الموقع الإسباني “Agenda Publica”، أوضح أن المغرب خلال العامين أو الثلاثة الأخيرة أظهر إرادة سياسية قوية لتعزيز التعاون مع حلف الناتو، مقارنة بدول أخرى في الجوار المتوسطي.
وأشار المسؤول في الحلف إلى أن هذا التقارب لم يأتِ من فراغ، بل يعكس تقاطعًا واضحًا في المصالح، خاصة في ما يتعلق بمواجهة التهديدات الأمنية والإقليمية. فالمغرب، بحسب كولومينا، لا يكتفي بالمراقبة أو التعاون الرمزي، بل يسهم بإمكانياته الذاتية وخبرته في هذا المجال، وهو ما يجعل منه شريكًا حقيقيًا لا مجرد متلقٍ للدعم.
في المقابل، يرى الحلف أن المغرب يمكن أن يستفيد بدوره من القدرات المتقدمة للناتو في ميادين القيادة والتحكم والتدريب والتخطيط الاستراتيجي، إضافة إلى التوافق العملياتي، وهي كلها مجالات من شأنها أن تعزز جاهزية المملكة وتُكسبها مزيدًا من الوزن في محيطها الإقليمي والدولي.
تأتي هذه الدينامية الجديدة في سياق جيوسياسي حساس، حيث يتجه الناتو إلى تقوية علاقاته مع دول الجنوب، في ظل التحديات الأمنية العابرة للحدود والتوترات التي تعرفها بعض مناطق الساحل والمتوسط. والمغرب، بسياساته الأمنية المستقرة وتوجهاته الاستراتيجية الواضحة، يبدو اليوم في موقع متقدم داخل هذه الرؤية الجديدة للحلف.
حلف شمال الأطلسي، الذي تأسس سنة 1949 ويضم اليوم 32 دولة، لا يُخفي رغبته في تعزيز ما يسميه “الشراكة الذكية” مع دول الجوار، وهو ما يجعل من انخراط المغرب ليس فقط امتدادًا طبيعياً لعلاقته مع الغرب، بل أيضًا ورقة استراتيجية تُحسب له في ميزان النفوذ الإقليمي والدولي.