الصحافة _ كندا
تتصاعد موجة الاحتقان الاجتماعي في المغرب، مع تجدد الاحتجاجات في تازة ورباط الخير بإقليم صفرو، في إشارة واضحة إلى تنامي الغضب الشعبي بسبب التدهور المستمر في القدرة الشرائية وعجز الحكومة عن مواجهة الارتفاع الصاروخي للأسعار. ومع اقتراب شهر رمضان، باتت المضاربات واحتكار الأسواق تضغط أكثر على الأسر المغربية، مما دفع المواطنين إلى التعبير عن سخطهم عبر تحركات احتجاجية استهدفت بعض التجار المتهمين برفع الأسعار بشكل غير مبرر.
ويرى الباحث في الشأن النقابي، عبد الجليل أبو المجد، أن هذه الاحتجاجات تمثل “جس نبض” أولي لمستوى الغضب الشعبي، محذرًا من أن الوضع الاقتصادي الهش قد يتحول إلى وقود لحراك اجتماعي واسع النطاق. وأكد أن السبب الرئيسي وراء تفاقم الأسعار يعود إلى هيمنة المضاربين وضعف آليات الرقابة، مما يسمح بتحقيق أرباح غير مشروعة على حساب المواطنين، في ظل عجز حكومي واضح عن ضبط السوق واتخاذ إجراءات حازمة.
ودعا أبو المجد إلى تفعيل اللجان الإقليمية للمراقبة بشكل فوري للحد من هذه التجاوزات، محذرًا من أن هذه التحركات الاحتجاجية ليست سوى رسالة إنذار بأن المواطنين لم يعودوا قادرين على تحمل المزيد من الضغوط الاقتصادية، خاصة في ظل غلاء الأسعار مع حلول شهر رمضان.
وفي الوقت الذي تتعامل فيه الحكومة مع الأزمة بمنطق التبريرات والتسويف، يحذر مراقبون من أن هذه الاحتجاجات المعزولة قد تكون بداية موجة غضب اجتماعي تهدد الاستقرار، وتكشف فشل السياسات الحكومية في حماية الفئات الهشة من تداعيات الأزمة الاقتصادية.
