الصحافة _ كندا
دخل المغرب مرحلة جديدة في استكشاف النفط والغاز قبالة سواحل الصحراء المغربية، بعدما منحت الرباط امتيازات ضخمة لشركتي «NewMed Energy» الإسرائيلية و«Adarco Energy» المغربية، للاستحواذ على 75% من حقوق التنقيب والإنتاج في منطقة بوجدور الأطلسية، على مساحة تصل إلى 30 ألف كيلومتر مربع.
الصفقة التي وصفتها وسائل إعلام إسبانية بـ«المثيرة للجدل»، تقودها من الجانب الإسرائيلي شركة «NewMed Energy» التابعة للملياردير الإسرائيلي إسحاق تشوفا، ومن الجانب المغربي رجل الأعمال اليهودي ياريف إلباز، في حين يحتفظ المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن المغربي بنسبة 25% من الحقوق في هذه المنطقة الواعدة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد الاهتمام الدولي بالتنقيب عن النفط في مياه المغرب الإقليمية، خصوصاً أن المنطقة المستهدفة تقع على بعد أقل من 200 كيلومتر فقط من جزر الكناري، ما يُثير جدلًا سياسيًا واقتصاديًا مع الجارة الشمالية إسبانيا.
الرئيس التنفيذي لشركة «NewMed Energy» الإسرائيلية، يوسي أبو، أكد أن الشركة تراهن بقوة على المغرب كمحطة محورية في استراتيجيتها لتصبح عملاقًا نفطيًا في منطقة البحر المتوسط وشمال إفريقيا.
ورغم هذه الطموحات الكبيرة، لا تزال الشكوك تحيط بفرص النجاح في المنطقة، إذ اعتبر خبراء جيولوجيون، من بينهم نائب رئيس جمعية الجيولوجيين والجيوفيزيائيين الإسبان خورخي نافارو، أن «الصعوبات الجيولوجية في هذه المنطقة بالذات تحدّ من فرص العثور على احتياطيات نفطية ضخمة»، محذراً من التسرع في الإعلان عن الاكتشافات دون التأكد من نتائج الحفر الاستكشافي الفعلي.
يذكر أن شركات كبرى مثل «إكسون موبيل» و«إيني» و«قطر للطاقة» لا تزال تضخ استثماراتها في مياه المغرب الإقليمية، رغم النتائج المخيبة للآمال في بعض مناطق التنقيب، ما يعكس استمرار الرهان الدولي على إمكانية تحويل سواحل المغرب إلى وجهة طاقية مستقبلية.