الصحافة _ كندا
يبدو أن عز الدين الميداوي، وزير التعليم العالي الجديد، قرر إعادة فتح أحد أكثر الملفات إثارة للجدل في القطاع الجامعي، بعدما أقدم سلفه عبد اللطيف الميراوي على إقبار مشروع 24 نواة جامعية، كان قد صودق عليها خلال ولاية الوزير الأسبق سعيد أمزازي. فهل يصلح الميداوي ما أفسده الميراوي؟
في لقاء جمعه بوفد من منتدى كفاءات إقليم تاونات، التزم الوزير الميداوي بدراسة مصير هذه المشاريع، التي ارتفع عددها إلى 34 نواة، مع التركيز على 6 وحدات سبق أن حظيت بالاعتماد، ومن بينها نواة تاونات التي تشكل نقطة ساخنة في هذا الملف.
الوفد، الذي ضم برلمانيين ووزراء سابقين وأساتذة جامعيين وإعلاميين، عرض أمام الوزير تفاصيل مشروع كلية تاونات الذي وُئد بقرار وزاري، إضافة إلى أزمة ضعف المنح المخصصة لطلبة الإقليم. إدريس الوالي، رئيس المنتدى، ذكّر الوزير بأن مشروع الجامعة في تاونات كان مدرجًا في قوانين المالية من 2018 إلى 2023، برصد مالي بلغ 100 مليون درهم، منها 69 مليون درهم من ميزانية الوزارة و31 مليون درهم كمساهمة من جهة فاس-مكناس.
وتجدر الإشارة إلى أن الوزير الأسبق سعيد أمزازي قام في 19 أكتوبر 2019 بوضع الحجر الأساس لإنشاء كلية متعددة التخصصات، رفقة حي جامعي ومختبرات ومرافق رياضية بجماعة مزراوة، على مساحة ضخمة تصل إلى 54 هكتارًا، منها 13 ألف متر مربع مغطاة. غير أن الوزير الميراوي، فور تعيينه، قرر وأد المشروع دون تقديم أي مبررات مقنعة، ما أثار استياءً واسعًا في الأوساط الأكاديمية والاجتماعية.
الصدمة الكبرى تكمن في أن أكثر من 15,700 طالب من إقليم تاونات يضطرون للتنقل إلى جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، مما يدفع حوالي نصف الطالبات إلى الانقطاع عن الدراسة، بسبب التكاليف الباهظة وصعوبة التنقل في ظل ظروف اجتماعية خانقة.