الصحافة _ كندا
انتقل المغرب من سياسة الدفاع عن أمنه الداخلي إلى نهج هجومي يستهدف قلب معاقل الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل، في خطوة تهدف إلى كبح تمدد التنظيمات المتطرفة التي ترى في المملكة عقبة أساسية أمام وصولها إلى أوروبا، أحد أهدافها الاستراتيجية الكبرى.
وبتنسيق مكثف مع حلفائه، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو، يعزز المغرب جهوده لتقويض نفوذ الجماعات الإرهابية ومنع تحول المنطقة إلى “أفغانستان جديدة” تهدد استقرار القارة والعالم.
وكشفت صحيفة “لاراثون” الإسبانية عن مشروع عسكري مشترك بين المغرب والقوى الغربية لتشييد قاعدة جوية متطورة في أقصى جنوب الصحراء الكبرى، ستكون بمثابة منصة لشن ضربات جوية دقيقة ضد مواقع الإرهابيين، باستخدام طائرات مسيّرة ومقاتلات حربية، وذلك في إطار عمليات منسقة مع سلطات الدول المعنية لضمان فاعلية التدخلات العسكرية في أخطر بؤر التوتر.
هذا التحول في العقيدة الأمنية المغربية يأتي في ظل النجاحات البارزة التي حققتها الأجهزة الأمنية، حيث أعلن حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عن تفكيك 40 خلية إرهابية تابعة لتنظيم “أسود الخلافة بالمغرب”، بعد عمليات استخباراتية دقيقة استمرت لأكثر من عام، وأسفرت عن اعتقال 12 عنصرًا متطرفًا كانوا يشكلون تهديدًا حقيقيًا للأمن الوطني.
التحركات المغربية الجديدة تعكس تغيرًا جذريًا في استراتيجية مكافحة الإرهاب، حيث لم يعد الأمر مقتصرًا على التصدي للهجمات داخل الحدود، بل بات يشمل توجيه ضربات استباقية في عمق المناطق التي تشكل خزّانًا لتفريخ التنظيمات الإرهابية. بهذه الخطوة، يفرض المغرب نفسه كلاعب رئيسي في إعادة رسم معادلة الأمن في الساحل، في مواجهة مفتوحة قد تعيد ترتيب موازين القوى في الحرب على الإرهاب.