الصحافة _ كندا
في عملية أمنية غير مسبوقة، داهمت الشرطة الوطنية الإسبانية، في الساعات المتأخرة من ليلة الأربعاء، مستودعات بمدينة سبتة المحتلة، وذلك عقب اكتشاف نفق سري يُستخدم لتهريب المخدرات بالقرب من المعبر الحدودي “تراخال”، ما دفع السلطات الإسبانية إلى استنفار أمني واسع للكشف عن أبعاد هذه الشبكة الدولية للتهريب.
ووفقًا لما أوردته صحيفة “إلفارو دي سبتة”، فقد أسفرت عمليات المداهمة عن اعتقال خمسة أشخاص يُشتبه في تورطهم ضمن شبكة دولية لتهريب المخدرات، كما تم حجز 700 كيلوغرام من الحشيش كانت معدة للتهريب. وتم وضع الموقوفين رهن تدابير الحراسة النظرية لمواصلة التحقيقات تحت إشراف النيابة العامة.
وفي تطور لافت، كشفت صحيفة “أوروبا سور” أن النفق المكتشف يمتد على طول 50 مترًا، وبعمق 12 مترًا تحت الأرض، وينطلق من مستودع في المنطقة الصناعية والتجارية “المضربة” داخل الثغر المحتل، مخترقًا الحدود ليصل إلى المغرب، ما يرجح استخدامه من قبل شبكات إجرامية متخصصة في تهريب الحشيش نحو إسبانيا وأوروبا.
وقد جاء اكتشاف هذا النفق نتيجة تحقيق موسع فتحته السلطات الإسبانية بعد ضبط كميات كبيرة من المخدرات في سبتة وميناء المدينة خلال الأسابيع الماضية. التحقيقات التي جرت في سرية تامة قادت إلى هذا الاكتشاف المثير، وسط مؤشرات على تورط شخصيات أمنية وسياسية بارزة في تسهيل عمليات التهريب، حيث تم توقيف عدد من المسؤولين في الأجهزة الأمنية والسياسيين بالمدينة وإيداعهم السجن لمواجهة اتهامات خطيرة.
وشهدت منطقة “المضربة”، القريبة من المعبر الحدودي باب سبتة، استنفارًا أمنيًا مكثفًا، حيث استخدمت السلطات الإسبانية طائرات مسيّرة (درونات) وأجهزة متطورة لتحديد مدى امتداد النفق، ومن المنتظر أن يتم تبادل المعلومات مع السلطات المغربية لتعقب جميع الأطراف المتورطة وتفكيك الشبكة بشكل كامل.