الصحافة _ جمال اسطيفي*
في الوقت الذي مازال فيه صدى اختلالات التسيير والتدبير بوزارة الشباب والرياضة يتردد، دون أن يقدم الوزير رشيد الطالبي العلمي ردوده على ملاحظات قضاة المجلس الأعلى للحسابات، فإن الطالبي العلمي أصر على حضور الجمع العام لجامعة كرة القدم، ممثلا للوزارة، وهي عادة دأب عليها منذ أن أصبح وزيرا، حيث يحضر بانتظام الجموع العامة لجامعة الكرة، علاوة على جموع أخرى لبعض الجامعات التي يقودها رؤساء يتمتعون ببعض النفوذ، كما لو أنب به يوجه رسالة مفادها:” أنا معكم فكونوا معي” !!
لم يكتف الطالبي العلمي بالحضور فقط وتدوين الملاحظات ومراقبة سير أشغال الجمع العام، كما هو مطلوب من ممثلي الوزارة في مثل هذه المحطات، لكن الوزير ألقى كلمة في الجمع العام، تنهل من لغة الخشب، وترفع شعار “قولوا العام زين”، ولا تحترم أدبيات الجموع العامة وأعرافها التي تفرض على ممثل سلطة الوصاية أن يكون محايدا، لا فاعلا وموجها ومؤثرا.
صحيح أننا لم نكن ننتظر شيئا من الذين حضروا أشغال الجمع العام، فأغلب الذين رفعوا عقيرتهم من أجل الحديث فعلوا ذلك، ليشكروا ويطبلوا ويهللوا، أو ليقولوا إننا هنا فلا تنسونا من فضل أن نكون أعضاء إلى جانبكم في مكتبكم المديري المنعم.
لكن رغم ذلك، كان على الوزير أن يحافظ على الحياد، خصوصا وأن جامعة كرة القدم ليست في حاجة إلى طبال إضافي برتبة وزير، فما أكثر المطبلين.
كما أن هذه العادة غير الحميدة التي أصبح يقوم بها الوزير قد تتحول إلى عدوى، إذ ليس مستبعدا غدا أن يتحول ممثلو الشباب والرياضة في الجموع العامة للأندية والجامعات إلى موجهين للنقاش ولبوصلة الجمع العام يشيدون بالمكاتب المسيرة ويكتمون الأصوات التي يمكن أن تغرد خارج السرب.
إن المفروض أن تكون للوزارة هيبة تستمدها من حرصها على تطبيق القانون وخدمة المصلحة العامة، لكن هيبة الوزارة ضاعت مع الطالبي العلمي وتحولت إلى مجرد ملحقة لبعض الجامعات، لأهداف وغايات لا يعرفها إلا الوزير الذي ذاع صيته.
#جمال_اسطيفي: صحفي بجريدة المساء