الصحافة _ وكالات
يشهد المغرب قضية غير مسبوقة من نوعها، تشمل ثمانية إسرائيليين اعتقلتهم المصالح الأمنية في المملكة، إلى جانب عدد من الموقوفين المغاربة، يُتهمون جميعاً بتشكيل شبكة إجرامية متخصصة في تزوير وثائق الهوية المغربية، ويحصل من خلالها إسرائيليون على جنسية المغرب بطرق غير مشروعة.
ويتعلّق الأمر بإسرائيليين يحترفون أعمالاً إجرامية متنوعة، من اتجار بالمخدرات وتهريب وقتل، ويسعون إلى تضليل السلطات الأمنية الدولية التي تلاحقهم، من خلال انتحال هوية جديدة تجعلهم يتحركون بجوازات سفر مغربية.
وعُرض 7 متهمين إسرائيليين يوم الخميس الماضي على إحدى محاكم مدينة الدار البيضاء، في انتظار أن يلحق بهم متهم ثامن ما زال في مرحلة التحقيق، يدعى كولان أفيتان، ويعتبر أخطر عناصر هذه الشبكة لكونه مطلوباً من قِبل السلطات الأمنية الإسرائيلية أيضاً، والتي تتهمه بتنفيذ عمليات قتل وتفجير داخل الأراضي المحتلة.
وكشفت التحقيقات التي قامت بها السلطات المغربية منذ أول عملية توقيف لمتهمين في هذا الملف في شهر مارس/آذار الماضي، عن وجود شبكة مكوّنة من إسرائيليين وموظفين مغاربة في مصالح الأمن والإدارات المعنية بوثائق الهوية، تقوم باستصدار وثائق رسمية لصالح إسرائيليين، تجعلهم ينتحلون أسماء مواطنين يهود مغاربة، اعتماداً على الأرشيف الرسمي الخاص بالأسر اليهودية التي هجرت المغرب منذ عقود طويلة، واختفت عن الأنظار بعد استقرارها في أوروبا أو الولايات المتحدة أو إسرائيل.
ويصل مجموع الملاحقين في هذا الملف إلى 27 شخصاً، منهم 25 في أحد سجون الدار البيضاء، إلى جانب عنصرَي شرطة تتابعهما العدالة المغربية وهما في حالة إطلاق سراح.
واقتصرت أولى جلسات المحاكمة التي انعقدت يوم الخميس الماضي، على عرض المتهمين وتسجيل أسماء المحامين الذين سينوبون عنهم، لتؤجل المحكمة البت في القضية إلى وقت لاحق من الشهر الحالي، ومن المحتمل أن يتم إلحاق ملف المتهم الإسرائيلي الثامن الخاضع للتحقيق إلى الآن، بهذه المحاكمة.