الصحافة _ حكيم الزوهري
٩”يريدونني أن أموت كي يمدحونني”: محمود درويش.
هكذا هو حال القيادة الإتحادية فمن يرى تهافتهم على نعي المناضل الإتحادي “مصطفى الدحموني” إبن مدينة فاس والمقيم بهولندا بعد أن هاجر لها هربا من نفاقهم بحثا عن فضاء نقي لصفائه النضالي. إن حزمة المتباكين على رحيله داخل الفضاء الأزرق بحثا عن لايكات وجيمات وبحثا عن إعطاء صورة طوباوية عن شخوصهم الإنتهازية هم من هرولوا يصفقون لكبيرهم إدريس لشكر في مصالحة وهمية استهدفت من فقدوا الذاكرة وتجاهلت كفاءات فقدها الحزب، وهو اليوم في أمس الحاجة إليها، والكل يعرف أن “نداء المصالحة والإنفتاح” حق أريد به باطل، لأن مصالحة حقيقية تعني عودة كافة الغاضبين والمبتعدين والمبعدين والمراقبين عن بعد وعودتهم تعني مؤتمر استثنائي، وبالتالي زوال 95٪ من أشباه القيادة الحالية لذلك هم لا يرغبون في المصالحة وإنما يريدونها وسيلة ليتحدثوا أمام وسائل الإعلام بعدما انكشفت عوراتهم.
بكاء ونعي الراحل “مصطفى الدحموني” هو استجداء لعطف المناضلين والمناضلات بل هو دموع تماسيح فلو كانت صادقة لكانت ظهرت في تعاملهم مع مرض عضوة المكتب الوطني للشبيبة الإتحادية المناضلة الشابة انتصار خوخو، والتي كانت شعلة متوقدة كلها عزم وحيوية إلى أن فاجأها المرض الخبيث، وتسابقوا إليها يلتقطون الصور معها (وزير اتحادي) ليتاجروا بمعاناتها، ومنهم من “حمل الصينية يسترزق باسمها ” إلى أن تأكدوا أن المرض أخد منها ما أخد وانسلوا عنها تاركينها تواجه مصيرها المحتوم لوحدها.
ورغم أنها طرقت أبواب مكاتبهم – الكاتب الأول، ورئيس مجلس النواب الذي هو رئيس المجلس الوطني للحزب، الوزراء الإتحاديين، مدير ديوان رئيس مجلس النواب، أعضاء المكتب السياسي وآخرون..، أكثر مما مرة طلبا في تدخلهم لأجل حق لها في العلاج، لكن لا حياة لمن تنادي ليبقى تعاطف المناضلين والمناضلات البسطاء والبسيطات هو عزاؤها الوحيد في مواجهة هذا المرض اللعين.
إنها قيادة نفاق ولهط على المناصب والكراسي لم ترحم وتهتم بمناضليها وقواعدها فما بالك بأبناء الشعب لذلك فحصيلتهم ستكون كارثية في الإستحقاقات المقبلة.
رحم الله المناضل مصطفى الدحموني وأطال في عمر المناضلة انتصار خوخو وشافاها وعافاها، لأنكم كشفتم للمغاربة بصفة عامة وما تبقى من الإتحاديين بصفة خاصة نفاق وانتهازية القيادة الصورية الحالية المتعطشة للكراسي والباحثة عن المناصب وجلسات حياة ريجنسي بالدار البيضاء وسوفيتيل بالرباط خير شاهد على ذلك.
لكم نقول ساعدوا الأحياء من المناضلين أما من مات فالقدر تكفل به بعد أن خذلتموه لكن تأكدوا بأنه كما تدين تدان.