الصحافة _ وكالات
في سياق عالمي متسم بـ”التغيرات السياسية” و”المصالح المتضاربة”، وفي ظل تصارع “حاد” بين روسيا والغرب بسبب الأزمة الأوكرانية، دأبت الديبلوماسية المغربية للحفاظ على عديد من المكتسبات في ملف الصحراء وتسجيل عديد من النقاط لصالحها خلال سنة 2022.
وشكلت السنة الجارية (2022)، بحسب مراقبين، استكمالا للاستراتيجية الخارجية الجديدة للمملكة، والتي وضعها العاهل المغربي محمد السادس، والتي تمتاز بالتريث واتخاذ المواقف الحاسمة في الأوقات المناسبة.
ولعل من أهم المنجزات التي حققتها الديبلوماسية المغربية في هاته السنة، هو الوقوف “بصرامة” أمام الدول التي تتبنى مواقف ضبابية في ملف الصحراء المغربية، وثني إسبانيا وألمانيا عن نهج مواقف معادية تجاه “مخطط الحكم الذاتي”، الذي تحول لمصدر ثقة لجل الشركاء العالميين.
وتنهي الديبلوماسية المغربية سنة 2022 برقم مهم سيكون بحسب خبراء “مصدر قوة” لها في السنة المقبلة، وهو تواجد 29 قنصلية في الأقاليم الجنوبية بمدينتي العيون والداخلة، وهو ما يجسد الثقة العالمية التي يحظى بها الموقف المغربي في هذا النزاع “المفتعل”.
وشكل تقرير مجلس الأمن الأخير الذي خرج بقرار تمديد ولاية المينورسو، وتجنب فيه “المغالطات الإعلامية الجزائرية” حول وجود نزاع مسلح قرب الجدار الرملي، إشارة إيجابية للرباط، ونكسة قوية لجبهة البوليزاريو التي وضعتها بلاغاتها في مواجهة مباشرة مع المنتظم الدولي.
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي، محمد شقير، إن ” عرفت الديبلوماسية المغربية هاته السنة انتعاشة كبيرة بعد نجاحها بالرغم من الضغوطات الهائلة في إقناع اسبانيا بدعم الموقف المغربي من مخطط الحكم الذاتي، وهو ما يعد انتصارا كبيرا أمام الأوساط اليمينية بإسبانيا التي تدعم بشكل غير مسبوق الفكر الانفصالي للبوليزاريو”.
وأضاف شقير في تصريحه، أن ” المغرب عزز موقفه من قضية الصحراء بعد صدور قرار مجلس الأمن الأخير والذي أدخل الجزائر في دائرة الفاعلين الرئيسيين في النزاع، كما دعاها في أكثر من فقرة للجلوس في طاولة المفاوضات، فضلا على أن جل مضامين القرار لم يتطرق للادعاءات الكاذبة التي أطلقتها البوليساريو وصنيعتها الجزائر”.
ولفت المحلل السياسي الانتباه، إلى أن ” الديبلوماسية المغربية يمكن أن تغير من استراتيجيتها في دول أمريكا اللاتينية والتي تعرف مواقف متذبذبة تجاه الاعتراف بتنظيم البوليساريو، وذلك عبر وضع سفراء أكفاء جدد وتعزيز دور الديبلوماسية البرلمانية بهاته المنطقة”.
المصدر: الأيام 24