الصحافة _ وكالات
بينما يدفع الغزو الروسي لأوكرانيا باتجاه ارتفاع أسعار الوقود إلى مستويات قياسية في جميع أنحاء العالم، تتجه عدد من الدول الأوروبية، مثلا إلى خفض ضرائب الوقود في مسعى لمساعدة المواطنين الذين يستقلون مركباتهم والتخفيف “الجزئي” لفواتير استخدام مشتقات الطاقة بشكل عام.
في فرنسا الشريك الأوروبي المفضل للمغرب، تسعى فيه الحكومة إلى تطبيق خصم قدره 15 سنتاً من اليورو لكل لتر بنزين وديزل، لمساعدة الأسر والشركات على مواجهة ارتفاع تكاليف الوقود.
وإذا كانت باريس ليست وحدها، فعلى ذات المنوال سارت عدد من العواصم الأوروبية والعالمية، بينما يتواصل الجدل بالمغرب، حيث تدفع المطالب الحكومة إلى تغيير سياستها بشأن قطاع المحروقات الذي ألهب ومايزال جيوب المواطنين، لكن هذا المطالب تُقابل إلى حدود اللحظة برفض حكومي يجدد مبرره في “عدم قدرة ميزانية الدولة على تحمل تكاليف الدعم، وإن مضت في ذلك سيكون على حساب قطاعات مهمة كالصحة والتعليم والتشغيل”، هكذا يقول مسؤولو الحكومة.
ويتهم المغاربة شركات المحروقات بـ”الجشع”. وطالب برلمانيون من المعارضة وحتى من الأغلبية، رئيس الحكومة عزيز أخنوش، خلال جلسة استجواب في أبريل الماضي، بالتدخل لتحديد سقف للأسعار، لكنه اعتبر أن ما يقال عن الأرباح “الفاحشة” مجرد “أكاذيب”.
فرنسا
وقال رئيس الوزراء جون كاستكس في مقابلة مع صحيفة لو باريزيان السبت إن هذا الإجراء “سيُطبَّق لمدة أربعة أشهر ابتداءً من الأول من نيسان/أبريل، وسيكلِّف الحكومة حوالي 2.2 مليار يورو” وأشار إلى أن الخطة ستساعد أي مشترٍ للوقود، وتحديداً “المنازل والشركات وسائقي سيارات الأجرة والشاحنات والصيادين” تشير التقديرات إلى أن سائقي السيارات يمكنهم توفير 9 يورو حين يملأون خزان وقود بسعة 60 لترًا.
وخلال الأونة الأخيرة، عمدت بعض الدول الأوروبية إلى تطبيق خصم مؤقت بالمحطات المزودة بالبنزين من خلال تخصيص ميزانيات حكومية لهذا الغرض.
كما لجأت دول أخرى إلى خفض ضريبي تستفيد منه بعض الشركات بفضل سياسة ضريبية ترمي إلى خصم رسوم الوقود.
ألمانيا
في ألمانيا، ومنذ بدأت الحرب في أوكرانيا، ارتفع سعر الديزل بمقدار نحو 65 سنتاً للتر، والبنزين السوبر بمقدار 45 سنتاً. واقترح وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر خصما حكوميا مؤقتا على سعر الوقود. لكنه رفض إجراء تخفيض مؤقت لضريبة القيمة المضافة على الوقود من 19 إلى 7% على البنزين والديزل على الرغم من الارتفاع القياسي لأسعار هذه المنتجات داعياً إلى “ضرورة الوصول إلى حلول مرنة وسريعة للتخفيف عن كاهل المواطنين” حسب قوله . وقد تشهد الأسعار انخفاضًا بنسبة 20 سنتا من اليورو للتر الواحد من البنزين، وفقًا لوسائل الإعلام الألمانية، لكن لم يتم الاتفاق على الإجراء من قبل الائتلاف الحاكم المكون من ثلاثة أحزاب في البلاد.
السويد
تم تخفيض ضرائب الوقود في السويد بشكل مؤقت أيضًا من خلال ضخ الحكومة ميزانية قدرها 350 مليون يورو، تسمح بتعويض مالكي السيارات عن ارتفاع أسعار الوقود. كما تعمل بلجيكا وهولندا على خفض الضرائب على الوقود لمواجهة الأزمة.
الولايات المتحدة الأمريكية
دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، الكونجرس إلى تعليق الضرائب على الوقود لمدة 3 أشهر بهدف التقليل من التكلفة التي يتكبدها الأميركيون جراء ارتفاع أسعار الطاقة، مهاجماً في الوقت نفسه شركات الطاقة الأميركية.
وتبلغ الضريبة الفيدرالية 18 سنتاً لكل جالون من البنزين العادي، و 24 سنتاً لكل جالون من الديزل، بحسب قناة “إيه بي سي” الأميركية، التي أشارت إلى أن تعليق هذه الضرائب حتى نهاية سبتمبر سيكلف 10 مليار دولار.
وقال بايدن: “أتفهم تماماً أن الإعفاء الضريبي للغاز وحده لن يحل المشكلة (ارتفاع الأسعار). لكنها ستوفر للعائلات بعض الراحة الفورية ومساحة صغيرة للتنفس ، بينما نواصل العمل لخفض الأسعار على المدى الطويل”.
وفي السياق، دعا الرئيس الأميركي الولايات كذلك إلى تعليق الضرائب المرتبطة بالوقود، أو توفير “إعفاءات مناسبة” للمستهلكين. ويبلغ متوسط ضرائب الولايات على الوقود حوالي 31 سنتًا لكل جالون من البنزين، بحسب وزارة الطاقة الأميركية.
المصدر: الأيام 24