الصحافة _ الرباط
نشرت صحيفة الباييس الإسبانية الواسعة الانتشار، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، النص الكامل للرسالة التي بعثها رئيس الحكومة الإسبانية، بيذرو سانشيز، إلى العاهل المغربي محمد السادس، والتي أعلن فيها عن دعم اسبانيا لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
الرسالة التي وجهها سانشيز إلى الملك محمد السادس بتاريخ 14 مارس الجاري، تتضمن إشارات قوية من طرف رئيس الحكومة الإسبانية لإعادة بناء علاقات متينة مع المغرب على قاعدة الثقة واحترام سيادة الدولتين والاحترام المتبادل.
وأكد سانشيز في الرسالة أن المغرب واسبانيا تربطهما أواصر الصداقة والعلاقات الأخوية والعواطف والانشغالات المشتركة والتاريخ والجغرافيا. وأكد أن قدر الشعبين المغربي والإسباني أن يعيشا في وئام وحسن الجوار، وأضاف أن ازدهار البلدين مترابطان.
وقال سانشيز “يجب أن يكون هدفنا بناء علاقة جديدة ، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم والاحترام المتبادل والاحترام للاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن أي عمل أحادي الجانب ، من أجل الارتقاء إلى مستوى أهمية كل ما نتشاركه والحيلولة دون وقوع الأزمات مستقبلا بين بلدينا.”
وعبر سانشيز عن رغبته في ” عقد لقاء مع جلالة الملك في أقرب وقت ممكن لتجديد وتعميق العلاقة المتميزة بين البلدين الشقيقين ، بروح التشاور الوثيق وتأكيد عزمنا على مواجهة التحديات المشتركة معًا ، لا سيما التعاون في إدارة تدفقات الهجرة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي ، والعمل دائمًا بروح من التعاون الكامل وإعادة تأسيس الحياة الطبيعية الكاملة في حركة الأشخاص والبضائع ، لصالح شعوبنا. كل هذه الإجراءات ستنفذ من أجل ضمان الاستقرار والسلامة الإقليمية لبلدينا”.
وأقر سانشيز بالأهمية التي تكتسيها قضية الصحراء بالنسبة للمغرب.
ومن المنتظر أن يترافع رئيس الحكومة الإسبانية ، بيدرو سانشيز ، يوم الأربعاء المقبل (30 مارس الجاري) بمجلس النواب الإسباني بقوة حول أهمية مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، باعتباره الحل الأكثر واقعية وجدية ومصداقية للطي النهائي للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
وسيحضر سانشيز إلى مجلس النواب بعد اجتماعات مجلس أوربا في بروكسل.
وسيحضر سانشيز إلى البرلمان بناءً على طلب من قبل عدد من الفرق التيابية التي طالبت الرئيس بتقديم توضيحات بشأن موقف إسبانيا الجديد تجاه النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
وكتمهيد لهذه المرافعة المرتقبة، أكد وزير الخارجية الإسباني ، خوسيه مانويل ألباريس ، أمس الثلاثاء وجاهة الموقف الإسباني الجديد إزاء النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
وأكد الوزير أن التحول الذي طرأ في موقف الحكومة يشأن النزاع في الصحراء المغربية يروم أساسا “المساهمة في حل نزاع عمره 46 عامًا من خلال حل تقبله الأطراف المتنازعة.
وصرح الوزير ،خلال الجلسة الرقابية على الحكومة في مجلس الشيوخ ، أن الموقف الجديد لإسبانيا “يشبه إلى حد بعيد موقف فرنسا وألمانيا” ، وهو الموقف الذي تقدم به بالفعل في عام 2007 رئيس الحكومة أنذاك خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو ، وكان هذا “موضع ترحيب” من قبل حكومات ماريانو راخوي في اجتماعين رفيعي المستوى مع المغرب عقدا في 2012 و 2015.
و أشار الباريس إلى أن الرؤساء الإقليميين الأكثر “ارتباطاً” بالمغرب مثل جزر الكناري وسبتة ومليلية “رحبوا جميعاً بهذا الاتفاق”.