الصحافة _ الرباط
رغم الأشواط المهمة، التي قطعتها الحملة الوطنية للتلقيح ضد (كوفيد -19) في طريق تحقيق “المناعة الجماعية”، التي يفصل المملكة عن بلوغها انخراط ما يقارب 4 ملايين في العملية، تثير معاودة معدلات الإصابة إلى الارتفاع، في الأسابيع الأخيرة، قلقا متزايدا ومخاوف من سيناريو تضاعف عدد الحالات الوافدة على أقسام الإنعاش
الذي تتقوى احتمالات حدوثه يوما بعد نتيجة ما تشهده الوضعية الوبائية من تطورات، آخرها توسع نطاق تفشي “أوميكرون”، وتخلف أو رفض قاعدة مهمة عن أخذ جرعاتها، والذين تواصل المعطيات القادمة من العناية المركزة إعطاء أدلة إضافية على أنهم الأكثر عرضة للخطر في مواجهة الوباء، إذ تفيد أنهم الأكبر عددا ضمن قائمة من يجري استقبالهم، منذ ظهور موجة “دلتا”، وكذا في قائمة يفتك الفيروس بحايتهم.
وذلك ما ذهب إليه، أيضا، الدكتور معاذ المرابط، منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة، إذ أشار إلى أن أغلبية الوفيات المسجلة بـ (كوفيد -19) وحالات الإصابة المتكفل بها في أقسام الإنعاش حاليا هي في صفوف غير الملقحين أو تلقوا جرعة واحدة فقط أو حصلوا على الثانية ومرت فترة طويلة على عدم تلقيهم الثالثة، مشيرا إلى أن “هذا الوضع مستمر منذ انتشار سلاسة (دلتا)”.
وأضاف منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة “سواء انتشر (أمكيرون) أو لم يحدث ذلك، هناك تصاعد في حالات الإصابة وهذا ما يقلق.. ففي ظل الموجة الوبائية الحالية ما الفرق بين (أوميكرون) و(دلتا)”، مبرزا أن “المهم، نتيجة هذا الارتفاع في الإصابات، هو أننا في حاجة إلى تفعيل الإجراءات الحاجزية الأساسية والانخراط بشكل أكبر في الحملة الوطنية للتلقيح”.
وزاد موضحا “هذا ما يجب علينا القيام به إذا أردنا أن تمر الموجة المرتقبة بسلام، ولا يتكرر سيناريو الصيف الماضي”، مبرزا، في هذا الصدد، “في الغالب هناك موجة قادمة، ولكن لا يمكن معرفة ما إذا كانت ستكون قوية أم خفيفة. وما نتمناه هو أن تكون خفيفة لأنه، على كل حال، لدينا نسبة تلقيح محترمة”.
وبخصوص الحالات المحتمل إصاباتها بـ “أوميكرون”، والتي حددت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عددها في 42، أشار لمرابط إلى أن التحري بشأن تسرب المتحور إلى أجسادها قيد التأكيد، مبرزا إلى أنه عند ظهور نتائج التحليل الجينومي سيصدر بلاغ في الموضوع.
وتشير نشرة يومية لـ (كوفيد -19) إلى أن مجموع الحالات الخطيرة أو الحرجة وصل إلى 94 حالة، اثنتان منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، وذلك بعد تسجيل 8 حالات جديدة، خلال الـ24 ساعة ما قبل الأخيرة. وبذلك، بلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة ل(كوفيد-19)، 1.8 في المائة.
وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أعلنت، أول أمس الأربعاء، أنه جرى تسجيل 427 إصابة بفيروس (كوفيد-19)، وبلغ عدد المتعافين 177 شخصا، فيما سجلت ثلاث وفيات، وذلك خلال الفترة المذكورة.
وأبرزت أن مليونين و533 ألفا و514 شخصا تلقوا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس، فيما ارتفع عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 22 مليونا و865 ألفا و382 شخصا، مقابل 24 مليونا و513 ألفا و189 شخصا تلقوا الجرعة الأولى.