الصحافة _ الرباط
قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، عمر الشرقاوي، إن ما أثاره في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء، هو النهج المتواصل، من طرف الملك محمد السادس، في تجاهل استفزازات “كابرانات” الجزائر، معتبرا أنه أسلوب رفيع في التواصل يتماشى مع تراث ملكية عريقة.
وقال الشرقاوي، من خلال تدوينة نشرها على صفحته الرسمية، بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”: “فتجاهل خطاب المسيرة للحركات البهلوانية لتبون وشرنقيحة وتهديداتهما بالحرب ومعاقبة المغرب، هو في حد ذاته خطاب بليغ وقول فصيح غير مصرح به”.
وأضاف المحلل السياسي: “وبما أن الخطاب يتضمن المصرح به الموجه للأصدقاء والحلفاء تارة، بمطالبتهم بالجرأة في مواقفهم، والشكر على قراراتهم وتثمين أعمالهم، واشتراط التعامل معهم، فهو تضمن كذلك أسلوب التجاهل والتغافل، الموجه للخصوم، وكما قال المفكر طه عبد الرحمن، هو تجاهل لا عن جهل أو غفلة، بل هو استتار مقصود، وبعبارتنا الدارجة “الفاهم يفهم””.
وحسب الشرقاوي، حلت، السبت الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء في ظل سياق خاص، محكوم بالتطورات الأخيرة التي رافقت قرار مجلس الأمن الدولي المؤيد لأطروحة الحكم الذاتي، والاجماع العربي الداعم بلا شروط لمغربية الصحراء، والتأييد الافريقي لوحدة المملكة الترابية، بالإضافة إلى حالة السعار غير الطبيعية التي يعيش على إيقاعها حكام الجزائر بسبب الخيبات المتوالية والصفعات المدوية التي تلقتها الديبلوماسية الجزائرية.
وتابع الشرقاوي: “الدرس البليغ الذي تقدمه هاته المناسبة الوطنية، أنه ليس أمام بلدنا من خيار بعد اكثر من أربعة عقود ونصف من مواجهة أوهام الانفصال، سوى الاستمرار في تقديم العرض الديبلوماسي الأفضل إلى المنتظم الدولي الذي تعكسه مبادرة حكم ذاتي أكبر للأقاليم الجنوبية في إطار سيادة الدولة المغربية، مع العمل في الوقت نفسه على تطبيق أجندتنا الوطنية للتنمية وتنزيل التوجهات الاستراتيجية لبلدنا، وعلى رأسها النموذج التنموي والاستراتيجية للإقلاع الاقتصادي والحماية الاجتماعية في المنطقة الجنوبية، أحب من أحب وكره من كره”.
وواصل: “إن السلاح الفتاك الذي يقضي على أطروحة الانفصال ويجهز على داعمي “كابرانات” الجزائر، هو الاستمرار دون توقف أو التفاف الى الوراء في إطلاق مزيد من المشاريع التنموية وتشييد أكثر ما يمكن من البنيات التحتية في أقاليمنا الجنوبية، وعدم الاكتراث للمستنقعات الضحلة والحفر التي تحفرها الجزائر قبل ان تسقط فيها عاجلا أم آجلا”.
وأردف الشرقاوي: “وفي اللحظة التي تدق فيها الجزائر طبول الحرب وتبحث بشق الأنفس أسباب مفتعلة، ويصر الانفصال -حركة ودولة- على المضي قدما في نهج المغالطات وتزوير الحقائق واتباع سياسة تضليلية مكشوفة ومفضوحة، فإن المغرب ماض في نهجه التنموي الثابت، ولن توقف مسيرته تلك الاستفزازات والتحرشات والحركات البهلوانية لنظام فقد كل فرامله، وأصبح يخبط خبط عشواء والدليل على ذلك انه اتهم بلدنا بإشعال الحرائق في تيزي وزو، واتهم مؤسساتنا السياسية دعم الإرهاب والانفصال، وحملنا مسؤولية وفاة جمال اسماعيل، وعلق على بلدنا مسؤولية انفجار عبوة تقليدية وكل هذه الاتهامات الثقيلة دون أي دليل او بينة”.
وخلص المحلل السياسي: “لذلك لا مجال ولا وقت لدينا لنهدره على نظام غير متزن، همه الوحيد ومبتغاه الفريد هو إيقاف قطار التنمية ببلادنا، بأي طريقة خشنة”.