الصحافة _ الرباط
لا حديث هذه الأيام داخل أروقة البنك الشعبي إلا عن انتخابات مناديب التعاضدية، والتي تجري هذه السنة في ظروف وسياقات مختلفة عن سابقاتها، خاصة بعدما تم تأخيرها لما يزيد عن ستة عشر شهرا، وكذا كونها تجري في ظل مناخ يخيم عليه انعدام الثقة من طرف الأجراء في التعاضدية بسبب تراجع الخدمات التي تقدمها، وتأخير التعويض عن ملفات المرض أو عدم تعويضها من الأساس فضلا عن كون أغلب المترشحين لهذه الانتخابات يرتدون جبة الموارد البشرية مما يطرح عديد التساؤلات حول هذا الحنين المفاجئ لهذه الفئة من المترشحين لخوض غمار هذا الاستحقاق وهم الذين لا يكلفون أنفسهم عناء الرد هاتفيا على تظلمات ومطالب الشغيلة. هذ الأمر الذي يدخل في صميم اختصاصاتهم و يتقاضون مقابله أجرة شهرية فكيف سيكون المآل اذا ما تحملوا مسؤولية مناديب للتعاضدية والتي تبقى مهمة تطوعية مجانية.
والمثير للاستغراب اشتراط إدراج اسم الأجير ورقم تأجيره أثناء عملية التصويت مع ما يحمله ذلك من رسائل تهديد خفية للشغيلة “اذا لم تمنحني صوتك اليوم، فمطالبك الإدارية مصيرها الانتظار غذا”.
كل هذا يجري على مرأى ومسمع من النقابتين سواء الأكثر تمثيلية او الأقل ويبقى الصمت الرهيب سيد الميدان، مما يدفعنا للتساؤل عن سر تهافت جل مسؤولي الموارد البشرية لخوض غمار هذا الاستحقاق؟هل يتعلق الأمر بخدمة أجندة معينة؟ام ان هناك كعكة ويسعى كل واحد لأخذ حصته منها؟
مهما كان ومهما يكون فالشغيلة مدعوة اليوم أكثر من أي وقت سبق لتحمل مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية عبر تشخيص الوضع الراهن وطرح كافة الأسئلة والاجتهاد في اختيار الاصلح للدفاع عن حقوقها قصد إيجاد مخارج لربط الجسور مع حاضر ومستقبل آمنين وكي لا تعود بعد فوات الأوان للبكاء على أطلال صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.