دعم الفقيه القزابري لـ”الأحرار”!.. تفاصيل بحث أخنوش عن المشروعية الدينية وصمت وزارة الأوقاف عن خرق دستوري وقانوني خطير

8 سبتمبر 2021
دعم الفقيه القزابري لـ”الأحرار”!.. تفاصيل بحث أخنوش عن المشروعية الدينية وصمت وزارة الأوقاف عن خرق دستوري وقانوني خطير

الصحافة _ الرباط

تفاجأ المغاربة قبل بضع ساعات من انتهاء الحملة الانتخابية، برسم الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعات والمقاطعات الجارية، بخرجة صحفية لإمام مسجد الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء، والقارئ عمر القزابري، لمدح عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار.

وأثارت هذه الخرجة الاعلامية ردود فعل متباينة، والكثير من هذه الردود غاضبة ورافضة للخرجة الاعلامية للقزابري، معتبرين أنه لا يجوز ذلك من إمام تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية الذي من المفروض أن يكون محايدا.

وقال الشيخ المقرئ عمر القزابري، إمام أكبر مسجد في المغرب وهو مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن “عزيز أخنوش الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار إنسان شديد التواضع وذو أخلاق عالية”، مضيفا أنهما “سبقا أن التقيا وطلبه منه الدعاء للوطن والملك والمغاربة”.

وأضاف قائلا خلال لقاء صحفي مع “تيلي بليس”، إن “أخنوش مواضب على الأعمال الإحسانية وحريص على إخفائها”، موردا أنه “يساعد الناس باستمرار ويمتنع عن التفاخر”، مبرزا أنه “لا يحترم أهل العلماء إلا صاحب قلب طاهر وأبيض وضمير يقظ”، مشيرا إلى أن “منطقة سوس كريمة وزاخرة بالعلماء والمحسنين وتستحق كل التقدير هي وأهلها”. مما اعتبره المراقبون تواصلا سياسيا انتخابيا ضمنيا لفائدة عزيز أخنوش.

واعتبر الخبير الدستوري والمحلل السياسي، عبد الرحيم العلام، أن الخرجة الاعلامية للقزابري لصالح عزيز أخنوش فيها اشكالات قانونية ودستورية وتستوجب التدخل لترتيب الآثار القانونية لذلك.

وقال العلام إن “ما نُقِل عن عمر القزابري إمام مسجد الحسن الثاني من توصيف لمرشح في الانتخابات، وزعيم حزب سياسي، عشية الانتخابات، ونعته بنعوت الخير والبر والتقوى، إذا ثبت أنه قيل بمناسبة الانتخابات (دون استبعاد فرضية أن الكلام قديم أو أنه قيل في سياق غير انتخابي)، ينبغي ترتيب الآثار القانونية التي وعدت بها وزارة الأوقاف ضد الإمام”.

وأضاف الخبير الدستوري أنه “اذا ثبتت أية علاقة محتملة بين المادِح والممدوح، (أي بين القزابري وأخنوش)، فإن ذلك يرتب إلغاء مقعد الممدوح من إمام يُفترض فيه الحياد، ويُمنع عليه استغلال منصبه الديني للترويج للمرشحين الانتخابيين”.

وشدد عبد الرحيم العلام، في تدوينة على حسابه على فيسبوك على أن “اختلاط الدين بالسياسة، مدعاة لهدمهما معا”.

واعتبر المعلقون أن هذا التصريح يعد مشاركة في الحملة الانتخابية لحزب التجمع الوطني للأحرار من قبل العلماء والأئمة، الشيء الذي سبق أن حذرت منه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قبيل الانتخابات، والتي جاء في مراسلتها لجميع مناديب الوزارة: “لفت نظر جميع القيمين الدينيين إلى وجوب تفادي كل ما قد يُفهم منه، صراحة أو ضمنيا، قيامهم بدعاية لفائدة أو ضد أي مترشح أو هيئة سياسية أو نقابية طبقا لمقتضيات الظهير الشريف رقم 1.14.104 الصادر في 20 ماي 2014 في شأن مهام القيمين الدينيين وتحديد وضعياتهم”.

وتطرح هذه الخرجة غير المسبوقة عدة علامات استفهام، لكونها من إمام كبير وقارئ مغربي عالمي شهير، له محبين كثر، لفائدة عزيز أخنوش عشية انطلاق عملية الاقتراع. من بين هذه الأسئلة، هل ستتخذ وزارة الأوقاف الإجراء المناسب ضد الشيخ عمر القزابري بسبب هذا السلوك تفاديا لاتهامها بالكيل بمكيالين في حالات مشابهة؟

وهل هذه الخرجة تعد بحثا عن مشروعية ولغة دينية مفقودة لدى حزب التجمع الوطني للأحرار، أم هي رد على خرجة عبد الإله بنكيران الأخيرة التي انتقد فيها زعيم الأحرار بعبارات واتهامات خطيرة؟ وهل هذه الخرجة لا تعد توظيفا للدين والعلماء في العملية السياسية الشيء الذي يمنعه القانون؟

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق