الصحافة _ وكالات
أولت الاحزاب السياسية المغربية في هذه الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021، أهمية قصوى لوسائل التواصل الاجتماعي في قيادة حملاتها الانتخابية، فقد عززت ظرفية الوباء وحالة الطوارئ الصحية مدى الحاجة إلى الوسائط الرقمية للتعريف بالأسماء السياسية المرشحة على صعيد الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية وأيضا ببرامجهم ووعودهم الانتخابية.
تنظيم الحملة الانتخابية في شكلها التقليدي مع كورونا عبر جولات ميدانية لملاقاة المواطنين التواصل معهم سيكون محدودا، فما من سبيل للأحزاب إلا النزول بثقلها إلى الفضاء الرقمي في محاولة لإثارة انتباه الناخبين.
وفي هذا السياق، يقول، محمد عبد الوهاب العلالي، أستاذ التعليم العالي ومسؤول ماستر التواصل السياسي والاجتماعي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال وخبير في التواصل، إن “استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الحملات الانتخابية انطلق في الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتخابات بارك أوباما سنة 2008″، مضيفا أن “هذا التحول قد فرضه التطور التكنولوجي الحاصل في السنوات الأخيرة”.
وأضاف العلالي، في تصريح هاتفي لموقع القناة الثانية، أنه “في المغرب بات لافتا هذا التحول نحو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في حملات التواصل السياسي في الاستحقاقات الانتخابية والذي فرضته الظرفية الوبائية الحالية”، مشيرا إلى أن “الانتخابات السابقة في المغرب كانت تتميز بالمنافسة بين مرشحي الأحزاب السياسية في المجال الحضري (المدن، البوادي) غير أن المنافسة الانتخابية لسنة 2021 هجرت إلى الفضاء الرقمي”.
حملة انتخابات 2021 وجدت فضاءً عاما جديدا
“تقييدا بالتدابير الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا خلال الحملة الانتخابية؛ سطرت وزارة الداخلية مجموعة من الإجراءات منها تقنين وتحديد عدد الأفراد في التجمعات الخطابية التقليدية”، يقول الخبير في مجال التواصل، ثم أضاف: “أن كل التجمعات الجماهيرية ومظاهر الاستعراضية المتعارف عليها في الحملة الانتخابية قد انتقلت إلى الفضاء الرقمي”.
وزاد العلالي مواصلا: “نلاحظ في هذه الاستحقاقات الحالية أن عددا من الأحزاب السياسية لجأت إلى استئجار خدمات “فيسبوك” وتطبيقات أخرى في حملاتها الانتخابية، بينما هناك من الأحزاب السياسية من فضلت استعانة بخدمات مكاتب الدراسات لإدارة حملتها الانتخابية الرقمية”، معتبرا أن “التسويق الرقمي للحملة الانتخابية يحتاج إلى مهارات وقدرات مؤهلة لذلك؛ لأن بعض الأحزاب لا تتوفر على موارد بشرية كافية للقيام بهذه العملية، فيما أحزاب أخرى اعتمدت على مناضليها للقيام بعملية الحملة الانتخابية الرقمية”.
ويرى الجامعي ذاته، أن “الحملة الانتخابية في الفضاء الرقمي هي ذات وجهين، الوجه الأول فإنه يُسمح على نحو أقوى التعرف على برامج وتطلعات الأحزاب السياسية”، فيما الوجه الثاني، بحسبه دائما: “قد يشوب الحملة الانتخابية الرقمية نوعا من التشويش خاصة عندما تتحول هذه الحملة فرصة للنيل من بعض المرشحين والتهكم عليهم وبعيدا عنن مناقشة برامجهم، وبالتالي فإن ذلك يساهم في تدني مستويات النقاش السياسي في الفضاء الرقمي خلال الحملة”.
وفي رده عن سؤال للموقع حول مدى وعي الأحزاب السياسية المغرب بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي في قيادة حملاتها الانتخابية؟ أجاب العلالي قائلا: “هناك تفاوت، فبعض الأحزاب قبل حلول الاستحقاقات والحملة الانتخابية كانت تستعمل وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تلك الأحزاب المؤسساتية التي تشتغل طوال السنة، فيما أحزاب أخرى تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي فقط في فترة الانتخابات”.
وذهب في خلاصة تصريحه إلى القول: “نأمل أن تكون المحطة الانتخابية فرصة لتحسيس الأحزاب والفاعل السياسي على وجه الخصوص أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الآن أصبح ضرورة ملحة وتكوين أطرها ومنخرطيها في مجال استخدام الوسائط الرقمية هو إحدى الضرورات الاساسية للقيام بالتواصل السياسي مع المواطنين وبحملة انتخابية ناجعة وفعالة”.
المصدر: 2M